في عالمٍ تَتَقاذَفُنا فيهِ تيّاراتُ الحياةِ المُتلاطمة، نَجدُ في كتابِ ‘روح الاعتدال’ لِـ ‘شارل فاجنر’ مَرساةً تُثبّتُ أقدامَنا، وَتُعيدُ إلى نفوسِنا السّكينةَ وَالاطمئنان. ففي أسلوبٍ سلسٍ وَعميقٍ، يُرشدُنا فاجنر إلى أهمّية ‘الاعتدال’ كَقيمةٍ أساسيةٍ لِحياةٍ متوازنةٍ وسعيدة. ويُبيّن الكتابُ كيف أنّ التّعقيدات المُفرطة وَالمُغالاة في الملذّاتِ المادية تُؤدّي إلى شقاءِ النّفسِ وَتفكّكِ النّسيج الاجتماعيّ. ويدعو فاجنر إلى العودة إلى ‘اللّبساطة’ وَ ‘التّسامح’ وَ ‘التّعايش’، مُستلهمًا من حكمةِ الإنسانِ الأوّلِ الذي كان أقربَ إلى فطرتِه. ولا يَكتفي الكتاب بِمجردِ عرضِ الأفكار، بل يُقدّم مبادئَ عمليّةً لتطبيقِ ‘روح الاعتدال’ في كافّةِ مناحي حياتِنا، من أقوالِنا إلى أفكارِنا إلى سلوكِنا اليوميّ.
Over de auteur
كان ‘شارل فاجنر’ (1854-1918) فيلسوفًا إجتماعيًا وَقسّيسًا بروتستانتيًا فرنسيًا. اشتهرَ بِدعوتِهِ إلى ‘اللّيبيرالية الدّينية’ وَالتّقرّب بين الطّوائف المسيحية المُختلفة. ترك فاجنر إرثًا فكريًا هامًّا من الكتب وَالمُؤلّفات التي تَناولت مواضيعَ كَالأخلاق، وَالعدالة الاجتماعية، وَالتّعايش السّلميّ.