منذ بزوغ فجر الوجود الإنساني على الأرض، كانت الأسئلة الكبرى تراود الفكر البشري، بحثًا عن جوهر الأصل والمنشأ، الذي أطلق عليه الإغريق قديمًا اسم ‘اللوجوس’. هذا السؤال المحوري تلقى إجابات متباينة تتأرجح بين المفاهيم المادية التي يعتنقها الملاحدة، مرورًا بالإجابات الروحانية التي يقدمها أهل الدين. في قلب هذه الجدلية، تبرز نظرية التطور كمعلم فلسفي وبيولوجي كبير، مبني على أسس مادية، وتُقدم تفسيرًا للأصل الإنساني ينطلق من المكونات المادية. على الرغم من أن داروين قصد استخدامها في سياق بيولوجي محدد، فإن النظرية قد توسعت لتصبح فلسفة شاملة ورؤية كونية، أسست لتراث ضخم في العلوم الاجتماعية والطبيعية، مما جعلها من النظريات الرائدة التي شكلت تفكير القرنين التاسع عشر والعشرين بشكل كبير.
Over de auteur
سلامة موسى، مفكر وكاتب مصري رائد، وُلِدَ في عام 1887 بقرية بهنباي بالزقازيق. يُعد من أوائل المروجين للفكر الاشتراكي في مصر وداعياً للتغرب والانفتاح على الثقافة الغربية لتحقيق نهضة المجتمع المصري. درس في المدرسة التوفيقية والمدرسة الخديوية في القاهرة، وتابع تعليمه العالي في فرنسا وإنجلترا حيث اطلع على الفلسفات والعلوم الغربية. عُرف بتأثره بنظريات داروين وكتب عديدة في النقد الاجتماعي والديني، وتبنى بعض الأفكار العنصرية السائدة في ذلك الوقت. ألّف كتبًا أثارت جدلًا واسعًا وترك إرثًا فكريًا وأدبيًا معقدًا تراوح بين الإعجاب والانتقاد الشديد. توفي في عام 1958، تاركًا بصمة لا تُمحى في تاريخ الفكر المصري.