في كتاب ‘مذهب تولستوي’، يكشف لنا ‘سليم قبعين’ عن عظمة الفيلسوف والكاتب الروسي ‘ليون تولستوي’، الذي تحدّى القيم والمعتقدات السائدة في عصره. كان تولستوي مناهضًا للحرب، داعيًا للسلام، ومتحررًا من قيود الكنيسة الأرثوذكسية، حيث انتقد تعاليمها وفنّد الأناجيل. تميّز أيضًا برؤيته المتسامحة تجاه الإسلام، وبموقفه الرافض للشيوعية التي جذبت المثقفين الروس آنذاك. عاش تولستوي بفلسفته، إذ ترك حياة الثراء ليعيش بين الفلاحين، متجسدًا في دعوته للمساواة. هذا الكتاب ليس فقط عرضًا لأفكار تولستوي، بل نافذة إلى روح مفكر لم تزل نبضاته تتردد في أرجاء العالم.
Over de auteur
سليم قبعين هو أديب وصحفي ومؤرخ بارز، يُعتبر من أوائل المترجمين العرب الذين قدموا الأدب الروسي إلى القارئ العربي مباشرةً في النصف الأول من القرن العشرين. وُلِد في الناصرة بفلسطين عام 1870، وتخرج من دار المعلمين الروسية وعمل مدرسًا للغة الروسية في مدرسة ‘المجديل’ الابتدائية. تعرَّض قبعين لضغوط سياسية بسبب مواقفه المؤيدة للقومية العربية، مما دفعه للهجرة إلى مصر عام 1897. هناك، بدأ بتعلم اللغة العربية وكتب مقالات في صحف مثل ‘المقطم’ و’المؤيد’ و’الأخبار’. أسس العديد من الصحف، منها ‘الأسبوع’ و’عروس النيل’ و’النيل’ و’الإخاء’، وأنشأ أيضًا مطبعة ‘الإخاء’. كان ناشطًا في الدفاع عن حقوق المسيحيين العرب، داعيًا لاستقلالهم عن الكنيسة اليونانية، وانتقد السماح للبعثات التبشيرية بالتواجد في فلسطين. ترجم العديد من الأعمال الأدبية الروسية، بما في ذلك أعمال تولستوي وتورجنيف، مثل ‘حكم النبي محمد’ و’ربيب بطرس الأكبر’. كتب أيضًا مؤلفات عن الفكر الروسي، مثل ‘مذهب تولستوي’، واهتم بالشعر. تُوفي قبعين عام 1951، تاركًا خلفه إرثًا ثقافيًا كبيرًا من الترجمات التي أثرت المكتبة العربية وساهمت في تعزيز العلاقات الثقافية بين العالم العربي وروسيا.