زكي مبارك، الناقد المتألق والأديب البارع، يقدم في هذا الكتاب تجربة جديدة في مجال أدب الرحلات، مضيفًا بُعدًا جديدًا لمسيرته الأدبية المميزة. خلال بعثته التعليمية التي قضاها في باريس لمدة خمس سنوات، لم يكتفِ مبارك بالاستزادة العلمية فحسب، بل تعداها ليعيش التجربة بكل تفاصيلها، مُستثمرًا حسه الإنساني العميق. ففي هذا العمل، ينقل لنا مبارك انطباعاته وتجاربه الشخصية بأسلوب شيق وجذاب، مترجمًا المعاني الإنسانية التي استخلصها من رحلته الباريسية. يتجلى في كتاباته وصف دقيق ومعبر للمشاهد والأحداث، بحيث يقدم للقارئ لوحة فنية رائعة تجمع بين الأدب والحياة، مؤكدًا على أهمية الرحلات في فتح آفاق جديدة للفهم والإلهام.
Over de auteur
زكي مبارك، أديب وشاعر وناقد وصحفي مصري، ومن أبرز المثقفين في مصر خلال النصف الأول من القرن العشرين. ولد في الخامس من أغسطس 1892 في قرية سنتريس بمحافظة المنوفية. نشأ في أسرة ميسورة وبدأ تعليمه في الكُتَّاب حيث حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة. تلقى تعليمه الأكاديمي في الجامع الأزهر وحصل على شهادة الأهلية عام 1916، ثم التحق بكلية الآداب بالجامعة المصرية وتخرج منها عام 1921. واصل دراسته العليا، حيث حصل على درجة الدكتوراه في الأدب من الجامعة نفسها عام 1924، وبعد ذلك سافر إلى باريس للدراسة في مدرسة اللغات الشرقية وحصل على دبلوم الدراسات العليا عام 1931 والدكتوراه في الآداب من جامعة السوربون عام 1937. تلقى تعليمه على يدي الشيخ المرصفي وطه حسين، وكان معروفًا بنقده الحاد والجريء. تميز بمساهماته في الشعر والخطابة، وكان نشطًا في ثورة 1919، حيث استخدم مواهبه لإلهاب الجماهير. على الرغم من تفوقه الأدبي، لم ينل زكي مبارك المناصب العليا بسبب مواقفه المستقلة والجريئة وخلافاته مع أقطاب الأدب مثل طه حسين والعقاد. في أواخر حياته، سافر إلى العراق حيث كرم بوسام الرافدين عام 1947. توفي في عام 1952 ودُفِن في مسقط رأسه. ترك إرثًا أدبيًا يضم أكثر من 45 مؤلفًا، بما في ذلك مؤلفات باللغة الفرنسية.