اللغة هي تلك الأداة الفريدة التي لا غنى عنها لأي حضارة بشرية؛ فهي الوسيلة التي نصوغ بها أفكارنا ونتواصل بها مع الآخرين. عبر العصور، كانت اللغة المحرك الأساسي للتفكير والتعبير، حيث تكتسب قوتها الفريدة من قدرتها على تجسيد المعاني الإنسانية بدقة وعمق. سواء كانت هذه اللغة تؤدي وظائف دينية، أدبية، فلسفية، أو حتى رياضية، فإنها تتكيف لتعكس تعقيدات العالم الداخلي للإنسان وتلامس الكليات الفكرية. هذا الكتاب يستكشف الأدوار المتعددة التي تلعبها اللغة في تشكيل الثقافة الإنسانية، مبينًا كيف تصبح اللغة وعاءً لفلسفة الأمم وأدبها وعلمها وفنها، وكيف تسهم في نسج العلاقات الاجتماعية بين البشر، مؤكدًا على دورها كأساس لكل تقدم وتطور في المجتمعات البشرية.
O autorze
سلامة موسى، مفكر وكاتب مصري رائد، وُلِدَ في عام 1887 بقرية بهنباي بالزقازيق. يُعد من أوائل المروجين للفكر الاشتراكي في مصر وداعياً للتغرب والانفتاح على الثقافة الغربية لتحقيق نهضة المجتمع المصري. درس في المدرسة التوفيقية والمدرسة الخديوية في القاهرة، وتابع تعليمه العالي في فرنسا وإنجلترا حيث اطلع على الفلسفات والعلوم الغربية. عُرف بتأثره بنظريات داروين وكتب عديدة في النقد الاجتماعي والديني، وتبنى بعض الأفكار العنصرية السائدة في ذلك الوقت. ألّف كتبًا أثارت جدلًا واسعًا وترك إرثًا فكريًا وأدبيًا معقدًا تراوح بين الإعجاب والانتقاد الشديد. توفي في عام 1958، تاركًا بصمة لا تُمحى في تاريخ الفكر المصري.