في كتابه الرائع 'الصين وفنون الإسلام’، يأخذنا «زكي محمد حسن» في رحلة تاريخية مشوقة تسلط الضوء على التفاعل الثقافي والفني بين الصين والإمبراطورية الإسلامية منذ العصور الأولى. يرصد الكتاب التأثير الهائل الذي تركته الفنون الصينية على العالم الإسلامي، بدءًا من وصول الفاتحين العرب إلى بلاد ما وراء النهر وحتى دخول الألوان والتقنيات الصينية في فنون الزخرفة الإسلامية. يعرض الكاتب كيف أثر الفن الصيني على تطور الفن الإسلامي، موضحًا تفاصيل دقيقة مثل استخدام الألوان الهادئة، الأختام المربعة، والأشكال الهندسية، إضافة إلى التأثيرات على الملابس وآلات القتال. يتوج الكتاب بملحق يحوي أكثر من 30 لوحة لفنانين عراقيين وإيرانيين وصينيين، لتكون شاهدًا على هذا التبادل الإبداعي الفريد بين الحضارتين.
O autorze
زكي محمد حسن كان عالم آثار مصري بارز، وله العديد من الأبحاث التاريخية والأثرية القيمة. بعد عودته من باريس، عُيِّن أمينًا لدار الآثار العربية بالقاهرة واستمر في هذا المنصب حتى عام 1939م. خلال هذه الفترة، ألَّف عدة كتب في علم الآثار ووضع دليلًا لمحتويات دار الآثار العربية. بعد ذلك، انتقل للعمل كأستاذ للآثار والفنون الإسلامية في كلية الآداب بجامعة القاهرة، كما عمل مدرسًا للتاريخ والآثار في جامعة بغداد. كان عضوًا في العديد من المجامع والمجالس العلمية. قام زكي محمد حسن بعدة رحلات علمية زار فيها معظم البلاد الأوروبية، ومثَّل مصر في العديد من المؤتمرات. ألَّف في موضوعات متنوعة مثل التاريخ، الآثار، وأدب الرحلات، وترجم عددًا من الكتب الأجنبية إلى العربية. من أبرز كتبه: 'التصوير في الإسلام’، 'كنوز الفاطميين’، 'الفن الإسلامي في مصر’، 'الصين وفنون الإسلام’، و’التصوير عند العرب’. توفي زكي محمد حسن في بغداد عام 1957م، ودُفن في القاهرة.