في كتاب 'مصر والحضارة الإسلامية’، يسلط زكي محمد حسن الضوء على الدور المحوري الذي لعبته مصر في العالم الإسلامي منذ فتحها في القرن الأول الهجري. كانت مصر ليست فقط جسرًا يربط بين الشرق والغرب الإسلامي، بل كانت أيضًا منبعًا للثقافة والفكر، وموطنًا للعلماء والأدباء. في ظل الحكم الفاطمي، أصبحت مصر واحدة من أهم المنافسين للخلافة العباسية، إلى جانب الأمويين في الأندلس. يوضح الكاتب كيف نجحت مصر في دمج الحضارة الإسلامية بمكنوناتها الخاصة، على عكس بعض الأقاليم التي احتفظت بلغاتها وتقاليدها الأصلية. الكتاب يقدم سردًا مشوقًا للكيفية التي أسهمت بها مصر في بناء حضارة إسلامية عظيمة، وأنجبت أعلامًا في مختلف المجالات، من العلوم إلى الفنون والسياسة. إنها دراسة عميقة تُظهر كيف كانت مصر عمودًا فقريًا للحضارة الإسلامية.
O autorze
زكي محمد حسن كان عالم آثار مصري بارز، وله العديد من الأبحاث التاريخية والأثرية القيمة. بعد عودته من باريس، عُيِّن أمينًا لدار الآثار العربية بالقاهرة واستمر في هذا المنصب حتى عام 1939م. خلال هذه الفترة، ألَّف عدة كتب في علم الآثار ووضع دليلًا لمحتويات دار الآثار العربية. بعد ذلك، انتقل للعمل كأستاذ للآثار والفنون الإسلامية في كلية الآداب بجامعة القاهرة، كما عمل مدرسًا للتاريخ والآثار في جامعة بغداد. كان عضوًا في العديد من المجامع والمجالس العلمية. قام زكي محمد حسن بعدة رحلات علمية زار فيها معظم البلاد الأوروبية، ومثَّل مصر في العديد من المؤتمرات. ألَّف في موضوعات متنوعة مثل التاريخ، الآثار، وأدب الرحلات، وترجم عددًا من الكتب الأجنبية إلى العربية. من أبرز كتبه: 'التصوير في الإسلام’، 'كنوز الفاطميين’، 'الفن الإسلامي في مصر’، 'الصين وفنون الإسلام’، و’التصوير عند العرب’. توفي زكي محمد حسن في بغداد عام 1957م، ودُفن في القاهرة.