تتناول هذا الكتاب علاقة الفرد بالمعتقدات والآراء التي يؤمن بها من خلال تسليط الضوء على تسعة مجالات مختلفة. يقوم المؤلف بطرح أسئلة تكشف عن تفاصيل هذه العلاقة ويحاول الإجابة عليها. ويقوم بتوضيح الفروق بين الرأي والمعتقد من ناحية، وبين المعرفة من ناحية أخرى. كما يقدم شرحاً لكيفية تأثير الآراء والمعتقدات علينا سواء على الصعيدين النفسي والمتوقع. ويوضح الكتاب أنواع الغرائز التي تحركنا نحو معتقداتنا وآرائنا، وكيفية عمل هذه الغرائز. كما يشرح أسباب التصادم والتنازع بين الآراء والمعتقدات داخل المجتمعات، وكيفية التوفيق بينها. ويوضح أيضاً مفهوم الرأي الفردي ويبين مظاهر الخصوصية التي تختلف من فرد إلى فرد وكذلك المؤثرات الخاصة التي تؤثر على الفرد في هذا السياق. بالإضافة إلى ذلك، يتناول المؤلف نفس المشكلات في آراء الجماعة وكيفية تشكلها وتأثيرها. ويتطرق فيما بعد إلى شرح آليات انتقال الرأي وانتشاره، وكيفية الترويج للآراء والمعتقدات في المجتمعات. وأخيراً، يقدم بحثاً تجريبياً في تكوين المعتقدات والآثار الناتجة عنها.
Sobre o autor
غوستاف لوبون: يُعد الطبيب والمؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون واحدًا من أشهر المؤرخين الأجانب الذين اهتموا بدراسة الحضارات الشرقية والعربية والإسلامية.
ولد في مقاطعة نوجيه لوروترو، بفرنسا عام ١٨٤١م. درس الطب، وقام بجولة في أوروبا وآسيا وشمال أفريقيا. اهتم بالطب النفسي وأنتج فيه مجموعة من الأبحاث المؤثرة عن سلوك الجماعة، والثقافة الشعبية، ووسائل التأثير في الجموع، مما جعل من أبحاثه مرجعًا أساسيًّا في علم النفس، ولدى الباحثين في وسائل الإعلام في النصف الأول من القرن العشرين.
وقد أسهم في الجدل الدائر حول المادة والطاقة، وألف كتابه «تطور المواد» الذي حظي بشعبية كبيرة في فرنسا. وحقق نجاحًا كبيرًا مع كتابه «سيكولوجية الجماهير»، ما منحه سمعة جيدة في الأوساط العلمية، اكتملت مع كتابه الأكثر مبيعًا «الجماهير: دراسة في العقل الجمعي»، وجعل صالونه من أشهر الصالونات الثقافية التي تقام أسبوعيًّا، لتحضره شخصيات المجتمع المرموقة مثل: «بول فالري»، و«هنري برغسون»، و«هنري بوانكاريه».
عُرف بأنه أحد أشهر فلاسفة الغرب الذين أنصفوا الأمة العربية والحضارة الإسلامية، فلم يَسِر على نهج مؤرخي أوروبا الذين صار من تقاليدهم إنكار فضل الإسلام على العالم الغربي. لكن لوبون الذي ارتحل في العالم الإسلامي وله فيه مباحث اجتماعية، أقرَّ أن المسلمين هم مَن مدَّنوا أوروبا، فرأى أن يبعث عصر العرب الذهبي من مرقده، وأن يُبديه للعالم في صورته الحقيقية؛ فألف عام ١٨٨٤م كتاب «حضارة العرب» جامعًا لعناصر الحضارة العربية وتأثيرها في العالم، وبحث في أسباب عظمتها وانحطاطها وقدمها للعالم تقديم المدين الذي يدين بالفضل للدائن. توفي في ولاية مارنيه لاكوكيه، بفرنسا ١٩٣١م.