في كتاب ‘محاضرات عن الحركات الإصلاحية ومراكز الثقافة في الشرق الإسلامي الحديث’، يكشف جمال الدين الشيال عن الصراع الفكري والثقافي الذي شهدته المنطقة الإسلامية في ظل فترة التراجع والانحسار. بينما كانت أوروبا تتلألأ بنجوم عصر النهضة، كان الشرق الإسلامي يغرق في ظلمات الجهل والفقر، ما جعل من الضروري ظهور حركات إصلاحية لوقف هذا الانحدار. يتناول الكتاب جهود المصلحين مثل أحمد سرهندي في الهند، الذي تصدى لمحاولات السلطان أكبر لتغيير أسس الإسلام، ومحمد بن عبد الوهاب الذي ناهض البدع والخرافات في شبه الجزيرة العربية. كما يسلط الضوء على دور الشخصيات الإصلاحية في مصر تحت الحكم العثماني مثل الزبيدي والنابلسي، مقدماً سردًا ثريًا لأثر هذه الحركات على الثقافة والسياسة في الشرق الإسلامي.
Sobre o autor
جمال الدين الشيال هو رائد من رواد الدراسات التاريخية وعلم من أعلام الفكر العربي. وُلِد في مدينة دمياط عام 1911، وحصل على درجة الليسانس في الآداب من الجامعة المصرية (جامعة القاهرة حاليًا) عام 1936. عُيِّن مُعيدًا بقسم التاريخ في كلية الآداب بجامعة الإسكندرية عام 1943. حصل على درجة الماجستير في التاريخ بمرتبة الشرف الأولى عن رسالته ‘تاريخ الترجمة في مصر في النصف الأول من القرن التاسع عشر’، التي حصلت على جائزة البحوث الأدبية عام 1946 من مجمع اللغة العربية بالقاهرة. نال الشيال درجة الدكتوراه عام 1948 عن رسالته ‘ابن واصل وكتابه مفرج الكروب في أخبار بني أيوب’. تدرّج في السلك الجامعي حتى أصبح أستاذًا للتاريخ الإسلامي بكلية الآداب، ثم عميدًا لها عام 1965. انتُدب مستشارًا ثقافيًا بالسفارة المصرية في الرباط لمدة أربع سنوات. شارك في العديد من المؤتمرات والندوات في الدول العربية والإسلامية والأوروبية. ترك الشيال إرثًا كبيرًا من المؤلفات والأبحاث، منها ‘أعلام الإسكندرية في العصر الإسلامي’ و’الحركات الإصلاحية ومراكز الثقافة في الشرق الإسلامي الحديث’، كما حقق بعض الكتب التراثية مثل ‘النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية’. حصل على جائزة الدولة التشجيعية في التاريخ عام 1958 ووسام العلم من الدرجة الأولى تقديرًا لمجهوده. توفي عام 1967، بعد أكثر من ثلاثين عامًا من العطاء في الدراسات التاريخية في العالم العربي.