في سن الثامنة عشرة، نشر عمر فاخوري كتابه الأول ‘كيف ينهض العرب’، الذي أثار ضجة كبيرة وكاد يؤدي إلى سجنه لولا حداثة سنه وتدخل أصحاب الحل والعقد لدى والي بيروت. سرعان ما صودر الكتاب وأتلفت نسخه، ولم يبقَ منها إلا نسخ نادرة أعيد نشرها عام 1960. كان الكتاب دعوة جديدة لاعتناق القومية العربية والتمسك بعناصرها من لغة وتاريخ مشترك لإعادة مجد العرب وحضارتهم الغابرة والتحرر من قيد الدولة العثمانية الآخذة في الاضمحلال. يوضح فاخوري واجبات الجميع من شباب ومفكرين لتحقيق أهداف هذه الدعوة وجعلها واقعاً.
Sobre o autor
عمر فاخوري هو أديب ومفكر وناقد لبناني بارز، ويُعتبر من رواد المدرسة الواقعية في النقد الأدبي الحديث وأحد أعلام النهضة في القرن العشرين. ولد في بيروت عام 1895، وتلقى تعليمه في الكلية العثمانية التي ساهمت في تشكيل وعيه القومي. انضم إلى جمعية العربية الفتاة وناضل ضد الحكم التركي، وكاد كتابه الأول ‘كيف ينهض العرب’ عام 1913 يعرضه للإعدام لولا تدخل والده. استمر فاخوري في نضاله ضد الاستعمار بكتاباته في جريدة ‘الحقيقة’ بتوقيع ‘مسلم ديمقراطي’، ودرس الصيدلة في المكتب الطبي العثماني حيث ألقى محاضرته الأولى. بعد انضمامه لحزب الاستقلال في دمشق، سافر إلى باريس لدراسة الحقوق، وأتقن الفرنسية وأثرى نفسه ثقافيًا وفكريًا. عاد إلى بيروت ليعمل في المحاماة وينخرط في الحركة الكشفية ويترجم العديد من المؤلفات، وانتُخب عضوًا في المجمع العلمي بدمشق. أصدر العديد من الكتب والمقالات النقدية، وكان ناشطًا في مكافحة النازية. توفي عام 1946 إثر إصابته بمرض اليرقان.