في هذه الرحلة الأدبية العميقة، نكتشف كيف أن الأدب العربي، بعد فترة ركود طويلة تحت سيطرة الدولة العثمانية، قد شهد انبعاثًا نهضويًا ملحوظًا مع بدايات القرن التاسع عشر، وكيف أسهم هذا الانبعاث في تجديد الفكر وإغناء الذوق العربي، مقارنةً بالحالة التي كانت عليها الأمة في أوائل القرن. يروي الكتاب كيف تمكن الأدب من الارتقاء بالعقل العربي وأحدث تحولًا ثقافيًا هائلاً بحلول أواخر القرن، متأثرًا بنظيره الغربي الذي كان يمر بتحولات مهمة خاصة في العصر الابتداعي الذي تلاه العصر الفيكتوري، الغني بالأدب الروسي والفارسي والأمريكي. هذه القصة تعكس التفاعل الثقافي وتؤكد على الدور المحوري الذي لعبه الأدب في رسم ملامح الهوية الثقافية عبر مختلف العصور.
Об авторе
أحمد أمين، شخصية فكرية بارزة في النصف الأول من القرن العشرين، وُلد في القاهرة عام 1886. تخرج في الأزهر ثم انتقل للتدريس في عدة مدارس قبل أن يتولى منصب مدرس بمدرسة القضاء الشرعي. اشتهر بأعماله الفكرية التي تجمع بين النقد الأدبي والفلسفة والتاريخ، وقد أسهم في تجديد الفكر الإسلامي. اختير لتدريس النقد الأدبي بكلية الآداب بجامعة القاهرة في 1926، وأصبح عميدًا للكلية لاحقًا. برز من خلال موسوعته عن الحضارة الإسلامية التي شملت ‘فجر الإسلام’ و’ضحى الإسلام’ و’ظهر الإسلام’. توفي عام 1954، تاركًا إرثًا فكريًا ثريًا يُعتبر مرجعًا في الأدب والفلسفة الإسلامية.