‘دأبت منذ عهد الحداثة فى قراءة كتب الادب والامعان فى مطالعة فقه اللغة, فنزعت من ذلك الحين الى حب الترجمة والتأليف, فصنفت بعض الكتب ونقلت بعضها الى العربية, فصادفت أثناء مزاولتى هذا العمل من العقبات والصعوبات ما يحتاج لتذليله الى مشاق كبيرة لا يقدرها أو يشعر بها الا من كابد هذا الطريق الوعر وسبر غوره, وكانت العقبات أمامى عقبتين: الاولى قلة المصطلحات العربية المقابلة للمصطلحات الاعجمية, والثانية تعريب بعض ما اقتضى تعريبه من المصطلحات التى لا يمكن ايجاد لفظ يقابلها ويحل محلها, فأما العقبة الاولى فقد بذلت الجهد فى تذليلها وسأعود الى شرحها فى المعاجم التى وضعتها خاصة لها, أما العقبة الثانية وهى تعريب الالفاظ التى لابد من تعريبها فقد ملكت ناصيتها بما فعلته من لم شعثها وضبط شواردها ووضع قواعد لها تكاد تكون ثابتة, وذلك بما انتزعته من الاستقراء الوافر والاستقصاء المتواتر. أما الطريقة التى اتبعتها فانى بعد المطالعة الطويلة فى علوم العرب على اختلافها استقريت جميع الكلمات الأعجمية التى فيها استقراء طويلا وقارنت بينها وبين مدولاتها الأعجمية فى لغاتها, واستخرجت من ذلك حقائق وطابقت بينها وبين خصائص اللغة, واستخلصت من ذلك قواعد يسار على منهاجها وينسج على منوالها وقد جعلت هذا الكتاب مقدمة لما سيتلوه من المعاجم الخاصة والعامة ليكون أساسا متينا للنهضة العصرية المباركة.’