في سطور هذا الكتاب، يقف إسماعيل مظهر، المفكر الكبير في مصر، على أهمية قضية تطوير التعليم وتكامله مع روح العصر وتحدياته. يستعرض المفكر في عقله الناقد الواسع المؤتمرات الضخمة والتي جمعت خبراء التعليم ونخب المثقفين، حيث استدرجت أفكارهم وخبراتهم الناجحة في بلدانهم لتحديث نظام التعليم في مصر. ورغم أهمية هذه المحاولات، إلا أن مظهر يعزو نجاح التعليم الجيد إلى تكامله مع ثقافة الشعب، مؤكدًا على ضرورة تشكيل أفراد مستقلين في الرأي والأخلاق والتفكير، والذين يمتلكون إدراكًا دقيقًا لمشاكل بلادهم. وبلا شك، يظهر أن فهم المشاكل المحلية يتطلب تفاعل أهل البلاد الأكثر إلمامًا بالواقع الذي يعيشون فيه، وهم الأكثر قدرة على وضع سياسات تعليمية مرتبطة بثقافتهم الفريدة، متجاوزين الاعتماد الكامل على النماذج الغربية.
Об авторе
إسماعيل مظهر، هو مفكر مصري ليبرالي وأحد أعلام النهضة العلمية والثقافية في مصر الحديثة. يعتبر رائدًا في ميدان الفكر والترجمة، حيث خصص اهتمامًا كبيرًا للفكر الديني والاجتماعي في مشروعه الفكري. وُلد في القاهرة في عام 1891 في أسرة ثرية ذات أصول تركية، وكان له أثر كبير في ميدان الهندسة. درس في المدرسة الناصرية واستكمل تعليمه في المدرسة الخديوية، حيث درس الأحياء وتعلم اللغة والأدب في الأزهر الشريف. انطلقت مسيرته الصحفية منذ صغره حيث أسس جريدة ‘الشعب’ عام 1909، وشارك في النضال السياسي مع الزعيم الوطني مصطفى كامل. اتسمت كتاباته في الصحف بطابع الحرية الذاتية والتجديد، ورفعت آراءه عالياً فوق الأهواء الشخصية. تولى رئاسة تحرير مجلة ‘المقتطف’، ورفعها إلى أوج سُلم المجد. قاد إسماعيل مظهر التحول في العالم العربي إلى منظرية النشوء والتطور عند داروين، ونادى بضرورة الإصلاح الاجتماعي، حيث رأى أن الحل يكمن في تأسيس حزب جديد أطلق عليه اسم ‘الوفد الجديد’. قدم مظهر مساهمات معرفية ثرة في عالم الثقافة، منها ‘وثبة الشرق’ التي كشف فيها عن السمات العقلية للشخصية التركية الحديثة، و’تاريخ الفكر العربي’، و’معضلات المدنية الحديثة’، و’مصر في قيصرية الإسكندر المقدوني’. انتقل إلى رحمة الله في الرابع من فبراير عام 1962.