في مسرحية ‘حفنة ريح’، ينسج سعيد تقي الدين قصة عميقة تسخر من الذات الإنسانية وغرورها. يروي لنا الكاتب حكاية ‘طعبروس’، الإله المنفي إلى كوكب الأرض الذي يغرس في البشر الكبرياء ويعميهم عن رؤية حقيقتهم. بينما يحاصر الناس داخل أسوار وهمية ويقنعهم بأن عالمهم هو الدنيا كلها، يعيش ‘وجيه’ الصغير وسط هذه الأكاذيب، مستغلًا حب البشر للغرور لبيع الأخبار الزائفة وتدبير نفقات حياته. القصة تجمع بين الخيال والواقع في تصوير ساخر للطبيعة البشرية، حيث يتلاعب ‘وجيه’ بالدَّيْن والمظاهر في رحلة عبثية تنتهي بالأنغام الحزينة لعازف العود الذي يعلن: ‘عاش تعِسًا’.
Об авторе
سعيد تقي الدين كان أديبًا ومسرحيًا لبنانيًا وُلد في بعقلين عام 1904م. تلقى تعليمه في لبنان والتحق بالجامعة الأمريكية هناك، حيث تخرج عام 1925م. خلال دراسته، انضم إلى جمعية ‘العروة الوثقى’ وتولى عدة مناصب فيها حتى أصبح رئيسها ومدير تحرير مجلتها. بدأ تقي الدين الكتابة المسرحية في شبابه، وألَّف مسرحية ‘لولا المحامي’ في العشرين من عمره. بعد هجرته إلى الفلبين، نضج أسلوبه الأدبي وألَّف مسرحيات شهيرة مثل ‘نخب العدو’ و’حفنة ريح’. عُيِّن قنصلًا فخريًا للبنان في الفلبين عام 1946م، وانتمى في الخمسينيات إلى ‘الحزب القومي السوري’. بعد عدة تضييقات، هاجر إلى المكسيك ثم إلى كولومبيا حيث عاش بقية حياته. تُوفي في كولومبيا عام 1960م.