إبراهيم عبد القادر المازني, رمز من رموز الأدب الحديث, وقام بتأسيس مدرسة الديوان إلى جانب عبّاس محمود العقاد وعبد الرحمن شكري, تلك المدرسة التي دعت إلى تحديث الشعر عبر تجديد الموضوعات والاستفادة من الأدب الغربي مع النظر إلى التراث الشعري القديم, واستخدام التحليل النفسي, والانتقال نحو الشعر الوجداني. قادت مدرسة الديوان معركة ضد النسق الكلاسيكي الممثل في مدرسة الإحياء والبعث التي كانت تقودها شخصيات مثل محمود سامي البارودي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وعلي الجارم وأحمد محرم. كما اعترضت على التزامها بالوزن والقافية, واستخدام اللغة التراثية, ومحاكاة الأساليب القديمة في الأغراض والمعاني. يُعَدُّ هذا الكتاب تجسيدًا لإحدى جوانب التنوع الشعري والنقدي في تلك الحقبة. على الرغم من اشتهار المازني بترجمته وكتابته للمقالات والقصص والروايات, إلا أنه خوض تجربة مهمة في ميدان الشعر كنمط ونقد.
Om författaren
إبراهيم عبد القادر المازني, الشاعر والروائي والناقد والكاتب المصري, يتألق كواحد من رواد النهضة الأدبية العربية في العصر الحديث. وُلد في القاهرة عام 1890, وترجع أصوله إلى قرية ’كوم مازن’ بالمنوفية. بعد تخرجه من مدرسة المعلمين في عام 1909, انخرط في الصحافة, عمل في عدة صحف بارزة, وشارك في تأسيس ’مدرسة الديوان’ مع عباس العقاد وعبد الرحمن شكري, مقدمة مفاهيم جديدة. كتب الشعر في بداية حياته الأدبية ولكنه اتجه للكتابة النثرية مقدمًا مقالات وقصصًا وروايات. كان ناقدًا متميزًا ومترجمًا بارعًا, وتميز أسلوبه بالسخرية اللاذعة والفكاهة. تأثر بالمدرسة الإنجليزية في الأدب وقراءاته الواسعة في الفلسفة والأدب العربي والإنجليزي أكسبته عمقًا وسلاسة في الكتابة. رحل عنا في أغسطس 1949, تاركًا إرثًا أدبيًا غنيًا ومتنوعًا.