يتقدم هذا الكتاب بمجموعة قيمة من المقالات النقدية التي خصصها الكاتب لاستعراض شعر الأديب حافظ إبراهيم, ويتألق كوثيقة ثمينة في ساحة النقد الأدبي, حيث يمثل مرحلة متقدمة في تطور ممارسات النقد الأدبي الحديث. يقدم الكاتب تحليلاً دقيقًا وتقديرًا للشعرية لحافظ, يتناول جوانب الأغراض التي اعتمدها ويسلط الضوء على السرقات الشعرية والمآخذ اللغوية والأسلوبية. بالإضافة إلى ذلك, يستعرض قضايا هامة مثل المذهب القديم والمذهب الجديد, مقدمًا موازنة بين شاعر مطبوع مثل شكري وشاعر مصنوع كحافظ. يبرز الكتاب بوضوح أن المازني لم يكن يستنكر حافظ بل جاء ليسجل حركة النقد الأدبي التي رافقت هذا الشاعر.
Om författaren
إبراهيم عبد القادر المازني, الشاعر والروائي والناقد والكاتب المصري, يتألق كواحد من رواد النهضة الأدبية العربية في العصر الحديث. وُلد في القاهرة عام 1890, وترجع أصوله إلى قرية ’كوم مازن’ بالمنوفية. بعد تخرجه من مدرسة المعلمين في عام 1909, انخرط في الصحافة, عمل في عدة صحف بارزة, وشارك في تأسيس ’مدرسة الديوان’ مع عباس العقاد وعبد الرحمن شكري, مقدمة مفاهيم جديدة. كتب الشعر في بداية حياته الأدبية ولكنه اتجه للكتابة النثرية مقدمًا مقالات وقصصًا وروايات. كان ناقدًا متميزًا ومترجمًا بارعًا, وتميز أسلوبه بالسخرية اللاذعة والفكاهة. تأثر بالمدرسة الإنجليزية في الأدب وقراءاته الواسعة في الفلسفة والأدب العربي والإنجليزي أكسبته عمقًا وسلاسة في الكتابة. رحل عنا في أغسطس 1949, تاركًا إرثًا أدبيًا غنيًا ومتنوعًا.