العاشق في تعريف الشاعر ليس إلا غصناً يانعاً مليئاً بالحياة، ينبض بأزهار الحب التي تؤتي ثمار العفاف الحلو. يجد العاشق راحته فقط في همسات الطير الذي يشكو فراق حبيبه، ولا يعنيه في فسحة الصحراء سوى نسيم الصباح الذي يحمل عبق الحبيب. تأملوا كم هو رائع الحب عندما يُزين بنقاء الصفاء، وكم هو مبهر عندما يستلهم من قلب نقي نوراً ساطعاً يضيء الوجود. الحب هو سلم الصعود إلى العلياء، تلك الغاية التي لا يبلغها إلا من حفظت قلوبهم تعاليم الطهارة والنقاء. يعتبر الحب روحاً تسري في نسمات الهواء، تنشر الصفاء في الهوى العذري والشجاعة في قلب الفارس. كفيل الحب أن يلين القلوب بمروره، مغرساً فيها أخلاقاً تُثري الروح، وملهماً الفؤاد بصفات تغني عن كل تعريف.
Om författaren
إبراهيم زيدان هو مؤرخ وأكاديمي بارز، متخصص في التاريخ الإسلامي والعربي. وُلد في القاهرة عام ١٩٥٠م، وتلقى تعليمه في جامعة القاهرة حيث حصل على درجة البكالوريوس في التاريخ، ثم أكمل دراسته العليا حاصلاً على الماجستير والدكتوراه في التاريخ الإسلامي. عمل إبراهيم زيدان كأستاذ في العديد من الجامعات المرموقة، ونشر العديد من البحوث والمقالات العلمية التي تركز على فترات محورية في التاريخ العربي والإسلامي. كما شارك في العديد من المؤتمرات الدولية كمحاضر وخبير في شؤون التاريخ الإسلامي. يُعتبر زيدان من الأصوات الأكاديمية الفاعلة في تحليل التاريخ العربي والإسلامي بطرق تجديدية تهدف إلى إعادة قراءة التاريخ بمنظور علمي معاصر.