في كتابه البحثي المعمق، يسلط أحمد أمين الضوء على الفترة الزاهرة من تاريخ الإسلام المبكر، حيث تتبع توسعات الفتوحات الإسلامية التي احتضنت مجموعة غنية ومتنوعة من الحضارات والثقافات. تناول أمين تأثير هذا التنوع الثقافي الهائل على المسيرة الفكرية والحضارية للأمة الإسلامية، خاصة خلال العصر الأموي، الذي كان بمثابة بوتقة انصهار للتراث الجاهلي، الإسلامي، المسيحي، اليوناني، الروماني والفارسي، بالإضافة إلى تأثيرات الديانات الهندية. يقدم الكتاب تحليلًا تفصيليًا للحياة العقلية والثقافية منذ بزوغ فجر الإسلام حتى سقوط الدولة الأموية، موضحًا كيف ساهم هذا الخليط الثقافي في تشكيل وتطور الحضارة الإسلامية.
Om författaren
أحمد أمين، شخصية فكرية بارزة في النصف الأول من القرن العشرين، وُلد في القاهرة عام 1886. تخرج في الأزهر ثم انتقل للتدريس في عدة مدارس قبل أن يتولى منصب مدرس بمدرسة القضاء الشرعي. اشتهر بأعماله الفكرية التي تجمع بين النقد الأدبي والفلسفة والتاريخ، وقد أسهم في تجديد الفكر الإسلامي. اختير لتدريس النقد الأدبي بكلية الآداب بجامعة القاهرة في 1926، وأصبح عميدًا للكلية لاحقًا. برز من خلال موسوعته عن الحضارة الإسلامية التي شملت ’فجر الإسلام’ و’ضحى الإسلام’ و’ظهر الإسلام’. توفي عام 1954، تاركًا إرثًا فكريًا ثريًا يُعتبر مرجعًا في الأدب والفلسفة الإسلامية.