لقد لمح السيجار بين أصابع رئيس مجلس الإدارة.. وضاقت نظرات عينيه، وزم شفتيه على ابتسامته.. وخيل إليه للحظة أن هذا السيجار هو الذي يتكلم وليس رئيس مجلس الإدارة.. وأن حلقات الدخان المتصاعدة هي هذا الصوت الوقور الفخم الذي يرن في أذنيه.. لو كان في يده هو الآخر سيجار لاستطاع أن يفهم ما يقوله رئيس مجلس الإدارة.. السيجار يفهم السيجار!.. ثم ضاقت نظرات عينيه أكثر.. ووجد نفسه يتمتم في صدره: – السيجار ده بتاعي.. ده حقي.. حق دراعي المقطوعة..!
Om författaren
إحسان عبد القدوس ولد أول يناير 1919 بالقاهرة، تخرج في كلية الحقوق عام 1942. بدأ حياته كاتبًا سياسيّا ورئيسًا لتحرير مجلة روزاليوسف التي أسستها والدته فاطمة اليوسف. فجّر قضية الأسلحة الفاسدة التي استخدمت في حرب فلسطين. تقلد عددًا من المناصب الصحفية كان آخرها رئيسًا لتحرير ولمجلس إدارة مؤسسة الأهرام، وبعدها تفرغ للكتابة حتى وفاته 11 يناير 1990. أنتج المئات من الروايات والمجموعات القصصية التي تحوّل معظمها إلى أعمال سينمائية وإذاعية وتليفزيونية. حصل على العديد من أرفع الأوسمة والجوائز وشهادات التقدير المحلية والعالمية.