في الجزء الثاني من كتابه الرائد ’المنطق: نظرية البحث’، يستعرض جون ديوي العلاقة الوثيقة بين العلم والمنطق، موضحًا كيف تتغير النظريات المنطقية بتغير الأسس التي يرتكز عليها العلم في كل عصر. يقدم ديوي تحليلاً عميقًا لكيفية تأثير الفلسفات المختلفة على تطوير المنطق، مستندًا إلى فلسفة أرسطو كمرجع، ويناقش كيف أن المنطق الأرسطي كان تعبيرًا دقيقًا عن الفكر العلمي اليوناني. ويشير إلى أن العصر الحديث يتطلب منطقًا جديدًا يتماشى مع الأسس العلمية المعاصرة، وهو ما توفره البرجماتية، التي تعتبر أن القضايا المنطقية ليست صادقة أو كاذبة، بل تعبر عن وسائل لتحقيق أهداف معينة. يستفز الكتاب القارئ للتفكير في المعاني العملية للمنطق وكيف يمكن أن يساعد في تحقيق المعرفة بدلاً من كونه مجرد مجموعة من القواعد النظرية. من خلال هذا العمل، يقدم ديوي رؤية جديدة لمنطق يتجاوز الأطر التقليدية، مما يجعله كتابًا ضروريًا لكل من يهتم بفهم الفلسفة العلمية وتطبيقاتها العملية.
Om författaren
جون ديوي هو فيلسوف أمريكي بارز وعالم نفس ومربي، وُلد في 20 أكتوبر 1859 في ولاية فيرمونت. بدأ دراسته في جامعة فيرمونت وعمره 15 عامًا، وحصل على أعلى الدرجات في الفلسفة، ثم حصل على درجة الدكتوراه من جامعة جونز هوبكنز في 1884. عُيِّن رئيسًا لقسم الفلسفة وعلم النفس في جامعة شيكاغو، حيث أطلق ثورة تربوية عُرفت بـ ’التربية التقدمية’. أسس مدرسة تجريبية لتطبيق أفكاره، رغم عدم دعم الجامعة لها. انتقل بعد ذلك إلى كلية المعلمين بجامعة كولومبيا، حيث ظل حتى تقاعده عام 1930. كان نشطًا في الحركة التعليمية والجمعيات المدنية، ومن أبرز مؤلفاته ’الديمقراطية والتعليم’ و’كيف نفكر’. توفي في 1 يونيو 1952، تاركًا إرثًا فكريًا عميقًا أثرى مجالات الفلسفة والتربية.