في مسرحية ’القبعة ذات الأجراس’، يستكشف لويجي بيرانديللو التوتر العميق بين الصورة الاجتماعية والحقيقة الداخلية للإنسان. تدور الأحداث حول زوجة تكتشف خيانة زوجها، فتقرر إبلاغ الشرطة، مما يؤدي إلى القبض عليه وعشيقته. لكن ما يُفاجئها هو الضغط الاجتماعي الذي تتعرض له من المحيطين بها، الذين يسعون لإقناعها بالتغاضي عن فعل الخيانة، حتى الزوج الذي يعاني من تبعات أفعاله. تبرز المسرحية الصراع بين الالتزام بالمبادئ الأخلاقية ورغبة المجتمع في الحفاظ على الواجهات الاجتماعية، مما يؤدي إلى صراع داخلي مؤلم للزوجة التي تواجه مجتمعًا يفضل حفظ المظاهر على احترام القيم. من خلال هذه القصة، يستفز بيرانديللو تفكيرنا حول التناقض بين الحياة كما هي والكيفية التي نُرغم على تقديمها للآخرين، مما يجعلنا نتساءل: هل يجب علينا قبول الأدوار التي كُتبت لنا أم يجب أن نكون أحرارًا في عيش الحقيقة؟
Om författaren
لويجي بيرانديللو هو كاتب إيطالي بارز وُلِد في جزيرة صقلية لعائلة بُرجوازية. تنوّعت إسهاماته الأدبية بين الشعر والقصة والرواية والمسرح، وقد نال جائزة نوبل في الآداب عام 1934. عاش بيرانديللو حياةً مريحة مكنته من التعليم في عدة مدن، ودرس الأدب في جامعة بون الألمانية. تميزت تجربته الأدبية بالثراء والتنوع، حيث دارت أعماله حول التناقض الجدلي بين الحياة وثبات الصورة، مركزًا على مشكلة الحقيقة كأحد المحاور الأساسية في فنّه. من أبرز أعماله: ’لكلٍّ حقيقتُه’، و’قبعة المجانين’، و’ست شخصيات تبحث عن مؤلف’. تُوفي بيرانديللو عام 1936 عن عمر يناهز 69 عامًا.