في رواية ’أوائل الخريف’ للكاتب لويس برومفيلد، نغوص في عالم عائلة ’بينتلاند’ التي ارتبط اسمها عبر الأجيال بالثراء والسمو الاجتماعي. ولكن مع بزوغ فجر ما بعد الحرب العالمية الأولى، يظهر على السطح تهديد يلوح في الأفق، يتجسد في صراع الأجيال والتغييرات الاجتماعية التي تعصف بمكانة العائلة الرفيعة. تعيش ’أوليفيا بينتلاند’، الزوجة القوية لعائلة تُعاني من تدهور القيم، حياةً مملة وعاطفية مفقودة، بينما تجد نفسها أمام اختبار حقيقي؛ إذ يتعين عليها اختيار بين مغامرة حب جديدة تحرك مشاعرها، وبين القيود الثقيلة للواجب العائلي. يحتدم الصراع في حفل باذخ يقام لتقديم بنات العائلة إلى مجتمع ’نيو إنجلاند’، حيث تتكشف الأسرار المخبأة وتبدأ العلاقات الإنسانية في الانهيار، مما يفتح أبوابًا لتحديات جديدة تقلب حياتهم رأسًا على عقب. بأسلوبه البارع والساخر، يكشف برومفيلد عن أعماق النفس البشرية، مسلطًا الضوء على التقاليد المتسلطة في المجتمع، ليمهد الطريق لظهور عرف اجتماعي جديد. إنها رواية تحمل في طياتها دروسًا عميقة حول الحب، والخيانة، والتقاليد، وصراع الأجيال، مما يجعلها تجربة لا تُنسى لكل قارئ.
Om författaren
لويس برومفيلد كاتب أمريكي بارز من دعاة الحفاظ على البيئة، تمتد مسيرته المهنية الغنية عبر أربعة عقود من الإبداع في الأدب والتجارة والزراعة، بين عامي 1920 و1956. حقق شهرة كبيرة في بداية مسيرته الأدبية، حيث حصل على العديد من الجوائز، أبرزها جائزة بوليتزر عن روايته ’أوائل الخريف’. ومع ذلك، شهدت الثلاثينيات من القرن العشرين تراجع مكانته الأدبية، إلا أن أعماله تركت بصمة واضحة في الأدب الأمريكي، مما يعكس تحليله العميق للمجتمع والتغيرات الاجتماعية التي يمر بها.