عمر طوسون، أحد أبرز أعلام النهضة المصرية الحديثة، لم يكن مجرد فرد من العائلة المالكة، بل كان مشغولًا بقضايا أمته ومساهمًا في تقدمها. تميزت اهتماماته بالتنوع بين البحث الميداني والنظري، فقد اكتشف ما يقارب من اثنين وخمسين ديرًا ورأس تمثال الإسكندر الأكبر، مما جعله رمزًا في مجال الاكتشافات الأثرية. هذه الخبرة الميدانية الغنية انعكست بوضوح في مؤلفاته النظرية التي اتسمت بالعمق والجدة. ومن أبرز أعماله، كتاب «وادي النطرون ورهبانه وأديرته»، حيث يستعرض فيه تاريخ هذا الوادي وأديرته، وحياة البطاركة الأرثوذوكس والرهبان الذين عاشوا فيه قبل الفتح العربي لمصر. يقدم طوسون في هذا الكتاب نظرة فريدة تجمع بين التاريخ والدين والثقافة، مما يجعله قراءة لا تُفوت.
Om författaren
عمر طوسون هو أحد أهم رواد الإصلاح والنهضة في مصر أوائل القرن العشرين، وله إسهامات بارزة في المجالات العلمية والعملية. اشتهر بتأريخ الأحداث التاريخية المصرية وتقديم دراسات أثرية رائدة، كما أسهم في اكتشاف العديد من الآثار مثل رأس تمثال الإسكندر الأكبر. ولد في الإسكندرية عام 1872م ونشأ يتيم الأب، حيث تولت جدته تربيته قبل أن يكمل تعليمه في سويسرا ويزور العديد من البلدان الأوروبية. عُرف بأعماله الخيرية الواسعة التي شملت جمعيات إسلامية وقبطية، ودعمه للمقاومة الليبية العثمانية ضد الغزو الإيطالي، بالإضافة إلى نشاطاته الاقتصادية كرئيس للجمعية الزراعية الملكية. توفي عام 1944م عن عمر يناهز الثانية والسبعين.