يجادل ’سلامة موسى’ في كتابه بأن الاستقلال الحقيقي لمصر يتطلب تحولاً جذريًا من دولة زراعية إلى قوة صناعية مستقلة اقتصاديًا، قادرة على إنتاج وتصدير السلع المصنعة التي تلبي الاحتياجات المحلية وتنافس في الأسواق العالمية. يرى موسى أن الصناعة هي القوة الدافعة للتقدم والحداثة، وتعزز الابتكار وتفتح أبواب التطور بالاعتماد على التقنيات العلمية الحديثة. ينتقد الاعتماد المفرط على الزراعة التي ترسخ السلبية والتبعية للطبيعة، ويحث على تبني الصناعات الوطنية ودعم المنتج المصري. كما يسلط الضوء على مشكلة البطالة، مقدمًا استراتيجيات لمعالجتها ويناقش التحديات التي تواجه القطاع الصناعي في مصر وكيفية التغلب عليها.
Om författaren
سلامة موسى، مفكر وكاتب مصري رائد، وُلِدَ في عام 1887 بقرية بهنباي بالزقازيق. يُعد من أوائل المروجين للفكر الاشتراكي في مصر وداعياً للتغرب والانفتاح على الثقافة الغربية لتحقيق نهضة المجتمع المصري. درس في المدرسة التوفيقية والمدرسة الخديوية في القاهرة، وتابع تعليمه العالي في فرنسا وإنجلترا حيث اطلع على الفلسفات والعلوم الغربية. عُرف بتأثره بنظريات داروين وكتب عديدة في النقد الاجتماعي والديني، وتبنى بعض الأفكار العنصرية السائدة في ذلك الوقت. ألّف كتبًا أثارت جدلًا واسعًا وترك إرثًا فكريًا وأدبيًا معقدًا تراوح بين الإعجاب والانتقاد الشديد. توفي في عام 1958، تاركًا بصمة لا تُمحى في تاريخ الفكر المصري.