موسوعة مصر القديمة (الجزء الثالث عشر) تأخذنا في رحلة استثنائية عبر عهود التاريخ، من العهد الفارسي وصولاً إلى دخول الإسكندر الأكبر. تتخلل هذه الرحلة مفازات مترامية الأطراف، حيث تنبعث من عيون الوديان المياه الحية، تروي عطش السائح وتمنحه الطاقة ليستمر في رحلته. يجتاز السائح الرمال القاحلة والصحاري المالحة، محملاً فقط بما حملته له آخر عين غادرها. يقطع الميل تلو الميل، وفي كل خطوة يعيش تاريخًا مليئاً بالأحداث والمفاجآت. هكذا يسير هذا السائح، وهكذا يؤرخ المستكشف نفسه لحضارة شهدت نهضة عظيمة. يتناول الكتاب لمحات من تاريخ السودان وفارس، ويسلط الضوء على قصة قناة السويس القديمة. إن موسوعة مصر القديمة تفتح الأبواب أمام المؤرخ، وتحدثه عن أحداث عصور مجهولة، تظل أسرارها مدفونة تحت تربة مصر، في انتظار من يكشف عنها.
Om författaren
سليم حسن، أحد أعلام المصريين في علم الآثار، قدّم العديد من الدراسات الرائدة في هذا المجال، منها عمله الأبرز ’موسوعة مصر القديمة’ التي تتألف من ثمانية عشر جزءًا. حقق حسن العديد من الاكتشافات الأثرية في المنطقة المحيطة بأهرامات الجيزة، ولذلك أطلق عليه لقب ’عميد الأثريين المصريين’. وُلد سليم حسن في عام ١٨٩٣م بقرية ميت ناجي التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بمصر، وبالرغم من وفاة والده وهو صغير، إلا أن والدته أصرت على تعليمه ورعايته. درس في مدرسة المعلمين العليا وتخصص في علم الآثار، ثم سافر إلى فرنسا لمتابعة دراسته وحصل على شهادات ودبلومات عديدة في مجال علم الآثار واللغات الشرقية. عاد إلى مصر وبدأ أعمال التنقيب في منطقة الهرم، حيث اكتشف العديد من المقابر والقطع الأثرية الهامة. عُين وكيلاً عاماً لمصلحة الآثار المصرية، مما جعله أول مصري يتولى هذا المنصب ويكون مسؤولاً عن كل آثار البلاد. توفي سليم حسن في عام ١٩٦١م، حيث ترك إرثاً علمياً هاماً في مجال الآثار والتاريخ المصري القديم.