السببية والصدفة في الفيزياء الحديثة بقلم ديفيد بوم … طيلـة قـرون كانـت السببية هـي اللاهـوت الـذي يحكـم العـلـم، والقاطـرة التـي تدفـع عجلـة الغرائـب العلميـة التـي أبهـرت الـعـالـم وصنعـت مـن حيـاة البـشر حيـاة أفضـل وأكثـر رفاهيـة، ومـن ثـم فـقـد دفعـت العـقـل البـشري إلى دوائـر جديـدة مـن البحـث والفضـول، لقـد أصبحـت الآلـة التـي أمـاطـت اللثـام عـن الكثـير مـن الغـمـوض وبالتـالي أجبرتهـا عـلى نظـرة أعمـق نـحـو الطبيعـة والحياة.. وبينمـا كان قانـون الصدفـة يقبـع في الخلفيـة الضبابيـة، وينظـر إليـه بعـين الريبـة كحـدث عـارض عـلى طبيعـة فهمنـا لـهـذا العـالـم، أدت النظـرة العميقـة والمتبحرة إلى مزيد من التقدير والاهتمام بقانون الصدفة.. شيئا فشيئا، ومـع المنجـز العلمي المهـول في مجـال الميكانيك الكمومـي بدايـة من القرن العشرين، بدا أن ثمة صراعا يظهر في الأفق بين المبدأين.. فهـل ينبغـي للعلـم أن يعمـم قـانـون السببية باعتبـار أن قانـون الصدفـة هـو حدث عارض للسببية.. أم يجـب أن يعمـم قـانـون الصدفـة باعتبـار أن قانـون السـببية هـو حـدث استثنائي عارض للصدفة.. في كل منجزاتهـا تؤكـد الفيزيـاء الكموميـة أهميـة الطبيعـة الإحصائيـة للعلـم وبالتـالي قـانـون الصدفـة.. بينمـا لا يمكـن للبشريـة أن تنـسى أن الدفعـة الكبيرة في العلم قد بدأت من السببية
เกี่ยวกับผู้แต่ง
فيزيائـي أمريكـي وأحد أهم علماء الفيزياء في القرن العشرين، سـاهم بشكل كبير في الفيزيـاء الكموميـة والفيزيـاء النظريـة والفلسـفـة وعلـم النفـس العصبـي وأحـد أعضـاء مـشـروع مانهاتـن لإنتـاج القنبلـة النووية في الحـرب العالمية الثانيـة.
كان تلميذ لنيلز بور وقد لاحظ الخصومة بين أستاذه وبين أينشتاين فحاول لاحقا أن يفـض هذا الاشتباك العلمي من خلال تطويره لنظريات حول العقل والمعرفة.