مرَّ أكثر من ألف عام على رحيل ‘أبي العلاء المعري’، وما زالت الجدل حوله مستمراً حتى يومنا هذا. بين وصفه بالكافر ووصفه بالمفكر تتراوح الآراء حوله. يرتبط بقاء الأفكار وخلود أصحابها بشكل وثيق بالأثر الذي يخلفونه؛ فكل حجر يلقى في الماء الساكن يترك حوله دوامات من الأفكار التي ترتبط به وتنبني عليه، سواءً بنقده أو بتأسيسه عليه. ليس صحيحاً أن ‘شيخ المعرة’ لم يكن يعني بكل ما يثار حوله؛ فقد كان من الحكمة بمكان، حتى أنه كتب أفكاراً لم تر النور، ومنها ما بقي داخل صدره ولم يخرج للعلن. ربما كان ذلك هو ما جعل الشيخ مادة للجدل الواسع، وكان من الممكن أن يتلاشى جزء من هذا الغموض لو وصلتنا كلماته كاملة خلال حياته. وعلى الرغم من هذا كله، يبقى ‘أبو العلاء’ وفكره علامة بارزة في تاريخ تطور الفلسفة والفكر العربي.
เกี่ยวกับผู้แต่ง
مارون عبود: الشخصية الرائدة في النهضة الأدبية الحديثة في لبنان، هو كاتب صحفي وروائي ساخر وقصاص بارع وشاعر يتميز بحيائه. لم يقتصر إبداعه في ميدان الأدب، بل تجلى أيضًا كناقد أبهر نقاده بإجلالهم واحترامهم. يتألق كمؤرخ ومسرحي، ويعد من الزعماء في ميدان الفكر والفن في العصر الحديث. حاز مارون عبود على العديد من الأوسمة، منها وسام المعارف من الدرجة الأولى، ووسام الاستقلال من الدرجة الثانية. أثر بإيجابية في المكتبة العربية من خلال مؤلفاته الأدبية والشعرية والنقدية كـ ‘نقدات عابر’، و’تذكار الصبا’، و’زوابع’. ودعته الحياة في عام ١٩٦٢م.