عندما نلقي نظرة من خلال النافذة, نلقي نظرة من داخل الذات إلى العالم الخارجي, من الخاص إلى العام, من الموضوع إلى الذات. تلخيصًا, يمكن وصف حياة كل فرد كنافذة, حيث يطل كل إنسان على منظر مشترك, ولكنه يتأمله من زاوية فريدة. والشخص الحكيم هو الذي يدرك أن لكل نافذة عبقريتها الفريدة, وأن المنظر الشامل للحياة يظهر من خلال تكامل هذه النوافذ وتفاعل رؤاها. لذلك, يحق لكل إنسان أن يحكي قصته من نافذته, خاصة إذا كان هذا الإنسان هو المازني, الأديب المتألق الذي عبَّر بأسلوبه الفاتن والساخر عن جماليات وتناقضات الحياة, بكل ما تحمله من لحظات سعادة وأحزان, وجد ولهو. دعونا نستمع إلى رؤية المازني من نافذته — بقلبه وعقله — والتي يسردها لنا في هذا الكتاب!
Yazar hakkında
إبراهيم عبد القادر المازني, الشاعر والروائي والناقد والكاتب المصري, يتألق كواحد من رواد النهضة الأدبية العربية في العصر الحديث. وُلد في القاهرة عام 1890, وترجع أصوله إلى قرية ‘كوم مازن’ بالمنوفية. بعد تخرجه من مدرسة المعلمين في عام 1909, انخرط في الصحافة, عمل في عدة صحف بارزة, وشارك في تأسيس ‘مدرسة الديوان’ مع عباس العقاد وعبد الرحمن شكري, مقدمة مفاهيم جديدة. كتب الشعر في بداية حياته الأدبية ولكنه اتجه للكتابة النثرية مقدمًا مقالات وقصصًا وروايات. كان ناقدًا متميزًا ومترجمًا بارعًا, وتميز أسلوبه بالسخرية اللاذعة والفكاهة. تأثر بالمدرسة الإنجليزية في الأدب وقراءاته الواسعة في الفلسفة والأدب العربي والإنجليزي أكسبته عمقًا وسلاسة في الكتابة. رحل عنا في أغسطس 1949, تاركًا إرثًا أدبيًا غنيًا ومتنوعًا.