قال وبين شفتيه ابتسامة ساخرة: وما أظنش إنك حرّة! قالت في حدة وكأنها أهينت: مش حرّة إزاي.. أنا اتحررت من كل حاجة.. اتحررت من العباسية، وتحررت من التقاليد، وتحررت من الزواج، وتحررت من حاجتي لواحد يصرف عليّ.. أنا دلوقت زيي زيك.. إنت عندك شهادة وأنا عندي شهادة.. وإنت بتشتغل وأنا بشتغل.. وإنت بتكسب وأنا باكسب.. ومؤكد إني باكسب أكتر منك.. يبقى إزاي أنا مش حرّة.. ناقصني إيه علشان أبقى حرّة؟! وكان صوتها قد بدأ يرتفع وبدت كأنها غاضبة، ورد عليها في هدوء بارد وابتسامته الضيقة تشق شفتيه:ناقصك إنك تكوني حرّة!!
Yazar hakkında
إحسان عبد القدوس ولد أول يناير 1919 بالقاهرة، تخرج في كلية الحقوق عام 1942. بدأ حياته كاتبًا سياسيّا ورئيسًا لتحرير مجلة روزاليوسف التي أسستها والدته فاطمة اليوسف. فجّر قضية الأسلحة الفاسدة التي استخدمت في حرب فلسطين. تقلد عددًا من المناصب الصحفية كان آخرها رئيسًا لتحرير ولمجلس إدارة مؤسسة الأهرام، وبعدها تفرغ للكتابة حتى وفاته 11 يناير 1990. أنتج المئات من الروايات والمجموعات القصصية التي تحوّل معظمها إلى أعمال سينمائية وإذاعية وتليفزيونية. حصل على العديد من أرفع الأوسمة والجوائز وشهادات التقدير المحلية والعالمية.