يُقدّم كتاب ‘التمدّن الحديث وتأثيره في الشرق’ لـ ‘هنا كسباني كوراني’ رؤيةً فريدةً لِمُثقّفةٍ عربيةٍ في أواخر القرن التاسع عشر حول مفهومِ ‘التمدّن’ وسُبُل تحقيقِه. فبعد رحلتِها إلى أوروبا وأمريكا، تُحلّل ‘كوراني’ عوامل نهضةِ الغرب، مُسلّطةً الضوءَ على أهميةِ العلم، والتقدّم التكنولوجيّ، والمساواة، والحريات الفردية في بناءِ مجتمعاتٍ متحضّرةٍ. وتُعرّف ‘كوراني’ التمدّن بأنّه عمليةٌ مُستمرةٌ من التطوّر والارتقاء، وتُشير إلى دورِ الإرثِ الحضاريّ للرومان والإغريق في تمهيد الطريق لِنهضةِ أوروبا. ولا تُغفل ‘كوراني’ عن الإشارةِ إلى إسهاماتِ الحضارةِ الإسلاميةِ في تاريخِ الإنسانية، مُشيدةً بِعصرِها الذهبيّ الذي شهد ازدهارًا علميًا وثقافيًا لامعًا. وإذ تُعبّرُ ‘كوراني’ عن أسفِها لتأخّرِ الشرق عن ركبِ التمدّن، فإنّها تدعو إلى الاستِفادةِ من التجربةِ الغربية، ونبذِ التخلّف، والسّعي نحوَ بناءِ مجتمعاتٍ قائمةٍ على العلم والمعرفة والتقدّم.
Yazar hakkında
كانت ‘هنا كسباني كوراني’ (1870-1898) أديبةً وخطيبةً وناشطةً اجتماعيةً لبنانيةً رائدةً. اشتهرت بدفاعها عن حقوقِ المرأةِ وتعليمِها، ودعوتِها إلى التحرّر الاجتماعيّ والتقدّم العلميّ. وعلى الرغم من قصرِ حياتها، فإنّها خلّفت إرثًا ثريًا من المؤلّفات والخطب التي لا تزال تُشكّل مصدرَ إلهامٍ للعديد من المُفكّرين والناشطين في العالم العربيّ.