من خلال قلمه السحري، استطاع ‘مارون عبود’ أن يرسم لنا صورة دقيقة للأوضاع السياسية الصعبة التي عاشها لبنان في النصف الأول من القرن الماضي. بدقة وبأسلوب أدبي رائع، ناقش ووجه نقده نحو الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ركز على مسائل هامة مثل تعديل الدستور لمواكبة التحولات الجديدة في تاريخ البلاد ومحاربة التفرقة الطائفية التي أثرت بشكل سلبي على المجتمع. كما ناقش أزمات الانتخابات وحذر من عمليات الفساد والشراء والبيع في هذا السياق. بكل وضوح، أشار إلى ضرورة إعادة هيكلة لبنان وتنظيفها من الفساد. تناول أيضاً القضايا الاجتماعية والاقتصادية مثل الرعاية العامة والميزانية العامة وزيادة المعاشات. لم يتجاهل قضايا تجنيد النساء ودعا المرأة العربية إلى خدمة وطنها من خلال خدمة منزلها وترك ميدان القتال للرجال. إن هذه الصورة التي رسمها عبود هي نافذة حية تفتح أمامنا لرؤية لبنان في منتصف القرن العشرين.
Yazar hakkında
مارون عبود: الشخصية الرائدة في النهضة الأدبية الحديثة في لبنان، هو كاتب صحفي وروائي ساخر وقصاص بارع وشاعر يتميز بحيائه. لم يقتصر إبداعه في ميدان الأدب، بل تجلى أيضًا كناقد أبهر نقاده بإجلالهم واحترامهم. يتألق كمؤرخ ومسرحي، ويعد من الزعماء في ميدان الفكر والفن في العصر الحديث. حاز مارون عبود على العديد من الأوسمة، منها وسام المعارف من الدرجة الأولى، ووسام الاستقلال من الدرجة الثانية. أثر بإيجابية في المكتبة العربية من خلال مؤلفاته الأدبية والشعرية والنقدية كـ ‘نقدات عابر’، و’تذكار الصبا’، و’زوابع’. ودعته الحياة في عام ١٩٦٢م.