المساكين هو عمل نثري استثنائي بقلم الرافعي، ينقلنا من خلاله إلى عوالم الفقر والحرمان بأسلوب بلاغي فريد وعميق. يتخذ الكاتب من شخصية الشيخ علي شيخ المساكين راويًا يفصح عن معاناة البسطاء والمحرومين في مجموعة قصص تنبض بالحياة، تشتمل على دروس وعظات دينية واجتماعية تلامس القلب والروح. يقدم الرافعي في هذا العمل تأملاته الفلسفية حول الفقر، مستعرضًا كيف يمكن للإنسان أن يحول الآلام والصعاب إلى مواعظ تستلهم الحكمة وتُبرز الجمال الكامن في التجارب القاسية. بلغته المميزة وأسلوبه الأدبي الراقي، يجعل الرافعي من الفقر موضوعًا للفن الأدبي، يُعلي من شأنه ويظهره في صورة تجمع بين الألم والأمل، مما يجعل الكتاب تحفة فلسفية وأدبية لا غنى عنها لكل محبي الأدب العربي.
Yazar hakkında
مصطفى صادق الرافعي، أديب وشاعر مصري بارز ولد في 1880 في قرية بهتيم، القليوبية. تأثر بأجواء عائلية ثقافية، حيث كان والده يستضيف أعلام العلم والأدب، مما مهد له بيئة غنية بالمعرفة. حفظ الرافعي القرآن في سن مبكرة وانتقل تدريجيًا في دراسته من دمنهور إلى المنصورة حيث أكمل الابتدائية. عوقه الصمم مما اضطره لمغادرة التعليم الرسمي، لكنه استثمر ذلك بالتعلم الذاتي من خلال مكتبة والده. عمل في عدة محاكم قبل أن يتفرغ للأدب، حيث أصدر ديوانه الأول في 1903. اكتسب شهرة واسعة بأعماله النثرية والدينية مثل ‘حديث القمر’ و’تحت راية القرآن’. انتقل إلى الرفيق الأعلى في 1937، تاركًا إرثًا أدبيًا غنيًا ومؤثرًا في الأدب العربي الحديث.