في خبايا النفس البشرية تتراكم العقد النفسية، رواسب عاطفية، وانفعالات وأحزان وآلام تتجذر في أعماق الإنسان، ثم تبدأ ببطء في إثارة الأعصاب وزعزعة الكيان. مع مرور الزمن، قد ينساها الشخص ويتناسى أنها مصدر اضطرابه. هنا تأتي مهمة المحلل النفسي، الذي يسعى إلى الكشف عن هذه الرواسب وإظهارها كما يبحث الجراح عن ‘الدمل’ ليخرج القيح المؤلم. المريض العصبي قد لا يشعر بمرضه، أو يشعر ولكنه يكابر، والمجتمع بدوره يعامل المرضى العصبيين ببرودة وسخرية، في حين يشفق على المرضى المصابين بعاهات عضوية. ومهارة التحليل النفسي تكمن في الوصول إلى موضع الداء أو العقدة النفسية التي تسببت في الاضطراب. فالأمراض النفسية لا يمكن تحسسها باليد، وإن كانت أكثر إيلامًا من الأمراض العضوية. غالبًا ما تكون الانفعالات النفسية مرتبطة بنزاعات جنسية مكبوتة في قاع النفس، تعيش في حرمان شديد، مما يؤدي إلى كبت وانفعالات متزايدة. الكبت ليس الحل الأمثل، فالتحرر غير المنضبط قد يؤدي إلى انهيار الشخصية. الحل يكمن في التسامي بالغريزة الجنسية نحو أهداف فنية وأخلاقية، ولكن مع الحذر من قمعها بشكل مفرط يؤدي إلى الثورة والتمرد.
Yazar hakkında
هيرشفيلد