يقدم الكتاب رحلة استثنائية إلى العراق، الأرض التي تفوح منها رائحة التاريخ والحضارات العريقة. تحكي الصفحات كيف أن آثار الإمبراطوريات العظيمة لا تزال تنبض بالحياة في كل زاوية، من قصور الخلفاء العباسيين في بغداد، مركز الخلافة الذي شهد أزهى عصور العرب. تستحضر النصوص روح أمين الريحاني، الكاتب القومي والثائر، الذي زار العراق في أعقاب ثورة العشرين المصيرية، لينغمس في فسيفساء المجتمع العراقي بتنوعه الثقافي والعرقي، ويتفاعل مع غنى تقاليده وتسامحه الديني. لم يكن الريحاني مجرد مراقب، بل كان ناقدًا لاذعًا للأوضاع الاجتماعية والسياسية، مدفوعًا بحرارة العروبة وحرصه على مستقبل العراق وشعبه، فتناول بجرأة الهفوات التي شهدها والتي كان يرى أنها تستحق التصحيح.
Про автора
أمين الريحاني، مفكر وأديب وروائي لبناني، ومن أبرز الشخصيات الرائدة في مجال الإصلاح الاجتماعي والفكر العربي خلال الفترة الممتدة بين أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. لقب بالريحاني نسبة إلى الريحان الذي كان يحيط بمنزله. أبدع الريحاني في مجموعة متنوعة من الأجناس الأدبية مثل الشعر، الرواية، المقال، المسرح، السير الذاتية، وأدب الرحلات، بالإضافة إلى تأليفه في مجالات معرفية أخرى مثل الفلسفة، التاريخ، الاقتصاد، الاجتماع، والجغرافيا. كان أيضًا رسام كاريكاتير وممثل. عرف بمسيرته النضالية ضد الاحتلال الفرنسي ودعمه لاستقلال لبنان، مستخدمًا ثقافته الموسوعية في الدفاع عن قضايا وطنه. تُوفِّي الريحاني عام 1940، تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا وعلميًا غزيرًا.