في كتاب «النبي»، يجسد جبران القيم والمعاني الإنسانية التي تعلو فوق أي دين أو عرق أو لون. إنه خلاصة آرائه في الحياة والموت، والحب والزواج، والطعام والشراب. اعتبر جبران هذا الكتاب ‘ولادته الثانية’ التي كان ينتظرها ألف عام. يسرد أفكاره عبر شخصية ‘المصطفى’ الذي يعيش في جزيرة أورفاليس لمدة اثني عشر عامًا، وحين يحين وقت رحيله يلقي خطبة وداع تلخص مذهبه الإنساني العميق، الذي يتجاوز حدود الديانة ويرسخ دعائم الاحترام للإنسان.
Про автора
كان جبران خليل جبران أديبًا لبنانيًا متعدد المواهب، شاعرًا، وقاصًا، وفنانًا، لعب دورًا رئيسيًا في النهضة العربية، وبرز كأحد أهم رموز الأدب الرمزي. هاجر جبران من شمال لبنان إلى الولايات المتحدة الأمريكية في صغره، وتعرّض لمآسي فقد عائلته بسبب مرض السل، مما ترك أثرًا عميقًا في نفسه. لكنّ لقائه بالسيدة ‘ماري هاسكل’ شكّل نقطة تحوّل في حياته، إذ تبنّت موهبته ودعمته. تميّز جبران بأسلوبه الأدبي الفريد الذي جمع بين عمق التفكير، وغزارة الخيال، وبساطة التعبير، مع لمسة من الغموض والرمزية. وعلى غرار شعراء العصر العذري والرومانسي، احتّل الحب مكانة خاصة في حياة جبران، حيث عرف بعلاقات عديدة أشهرها علاقته الروحية مع الأديبة مي زيادة. أسس جبران ‘الرابطة القلمية’ مع مجموعة من الأدباء العرب بهدف تجديد الأدب العربي وتطويره. توفي جبران عام 1931 ودُفن في لبنان، ليتحول مكان دفنه إلى متحف يحمل اسمه ويخلّد إرثه الأدبي والفني.