في كتابه المعبّر، يسرد ‘المنفلوطي’ قصة ترسخ القيم والأخلاق في قلب مجتمع يبحث عن الفضيلة في أزمنة الضياع. يعكس الكتاب رحلة ‘هيلين’ و’مرغريت’ اللتين بذلتا جهوداً جبارة في تربية ‘فرجيني’ و’بول’ على النبل والشرف. الأحداث تتطور لتصوّر حكاية حب مأساوية تنتهي بالفجيعة حين تختار ‘فرجيني’ الغرق بدلاً من التنازل عن كرامتها، وتلحق بها روح ‘بول’ العاشق المكلوم، مما يعجل بوفاة الأمهات الثكلى. يختم ‘المنفلوطي’ السرد بناحية موجعة تجسّد مفارقة غياب الفضيلة في عالم يتصارع على الماديات، داعياً القارئ للتأمل في أهمية العودة إلى الأخلاق والفضائل التي تعد الأساس لنهضة حضارية شاملة.
Про автора
مصطفى لطفي المنفلوطي، أديب ومؤلف مصري ولد عام 1876 في منفلوط بأسيوط، من عائلة عرفت بالعلم والتقوى. بدأ تعليمه في كتّاب القرية حيث حفظ القرآن في سن العاشرة، ثم تابع تعليمه في الأزهر لمدة عشر سنوات، وخلال هذه الفترة، تعمق في العلوم الدينية والعربية ووجد شغفًا خاصًا بالأدب. بعد وفاة معلمه محمد عبده، عاد المنفلوطي إلى بلدته حيث أمضى سنوات في دراسة التراث الأدبي والكلاسيكيات. اشتهر بأسلوبه الأدبي الفريد وتنوعت مؤلفاته بين النثر والشعر، ومن أشهر أعماله ‘النظرات’ و’العبرات’ التي مثلت قمة البلاغة في الأدب العربي الحديث. توفي في 1924، تاركًا إرثًا ثقافيًا وأدبيًا غنيًا.