‘ديوان السيدة نبوية موسى’ هو رحلة شعرية تأسر القلوب وتغمر العقول بعبق التاريخ والنضال الوطني. في هذا الديوان، تجسد نبوية موسى عواطف الشعب المصري في مواجهة الاحتلال وصراعاته مع السلطة، حيث تعكس قصائدها الوطنية حبها العميق للوطن. بأسلوب تقليدي بليغ، تكتب موسى عن فضائل مصر ومآثرها، متأملة في أحداثٍ هامة تتعلق بالحركة الوطنية في أعقاب ثورة 1919. كما تتناول الشاعرة في قصائدها هموم المواطن ومشاغله اليومية، مما يجعل ديوانها وثيقة حية عن الروح القومية التي كانت تلهب نفوس المصريين في ذلك العصر. يُعد هذا الديوان، إذًا، صوتًا قويًا للمرأة المصرية التي وقفت بشجاعة في وجه التحديات، مخلدةً إرثًا شعريًا يعكس آمال وأحلام شعبها.
Про автора
نبوية موسى هي رائدة مصرية بارزة في مجالات التعليم وحقوق المرأة، وُلِدت عام 1886م في قرية مجول بمحافظة القليوبية. نشأت يتيمة الأب، حيث توفي والدها قبل ميلادها بشهرين، مما زاد من شغفها بالتعليم. رغم التقاليد الاجتماعية التي منعت الفتيات من الالتحاق بالمدارس، استطاعت أن تتعلم القراءة والكتابة في البيت بمساعدة شقيقها الأكبر. وعندما بلغت الثالثة عشرة، قررت الالتحاق بالمدرسة، فاضطُرَّت لسرقة خاتم والدتها لتزوير موافقتها، ونجحت في الانضمام إلى المدرسة السنية للبنات، حيث تخرجت بتفوق عام 1903م. بعد أن حصلت على شهادة قسم المعلمات عام 1906م، عملت معلمةً في مدرسة عباس الابتدائية للبنات، لكنها صُدمت عندما اكتشفت أن راتبها نصف راتب زملائها. فقررت أن تدرس للحصول على شهادة البكالوريا، وأصبحت أول فتاة مصرية تحصل عليها عام 1907م. بدأت في كتابة مقالات تتناول قضايا التعليم وتربية الفتاة، وألفت كتبًا ضمَّت أفكارها وآراءها. كانت أول ناظرة مصرية لمدرسة ابتدائية، حيث بذلت جهودًا كبيرة لنشر تعليم الفتيات. أسست مطبعة ومجلة أسبوعية نسائية باسم ‘الفتاة’، وشاركت في مؤتمرات تربوية ونسائية متعددة. تُوفيت عام 1951م، تاركةً وراءها إرثًا ثقافيًا وتعليميًا عظيمًا.