يحدث أن تتواطأ الأثرة وحب المال على حياكة الأسرار ودفنها لسنوات طوال، لكنَّ انكشاف المستور وارتداد البَغْي على الباغي، لربما يحتاج لترتيبات قدريَّة استثنائيَّة، فتكون أرواح ومصائر معلَّقة بجوائز الغيب والمصادفة. يروي لنا «نقولا حدَّاد» في روايته التي بين أيدينا حكاية عائلة مصريَّة، يُعبَث بأمنها، وتُزوَّر وصيَّة الوالد لصالح ربيبه المتآمر، والذي لا يكتفي بما انتهبه من أموال المُتوفَّى، بل يحيك المؤامرة تلو المؤامرة؛ طمعًا في الاستيلاء على سائر الثروة، والسيطرة على الوريثَين الشرعيَّين «الأمير نعيم» و«نعمت هانم»، ويتعدَّى أثر مكره الشقيقين إلى نسلهما؛ فتعيش العائلة ردحًا من الزمن في غفلةٍ عن حقيقة الأسرار التي تُنغِّص عيشها، ولكنَّ مفاجأةً غير متوقعةٍ ترتسم كلما اقتربنا من النهاية؛ فمن يا تُرى يملك مفاتيح الأسرار جميعها؟ وما الذي سيحمله على البَوْح بها أخيرًا؟
Про автора
نقولا حداد، الصحفي والعالم والشاعر، يُعد من رواد النهضة العربية، وُلِد في بلدة جون بلبنان عام 1878م، حيث حصل على تعليم متنوع في مدرسة صيدا الأمريكية، وبدأ مسيرته الأكاديمية بدراسة الصيدلة وحصوله على شهادتها عام 1902م. تأثر بفكر التنوير والثورة الفرنسية، وعمل بنشاط كمحرر في عدة صحف مصرية بارزة مثل الأهرام والمحروسة، وساهم في تأسيس جريدة المحبة المدرسية في صيدا والحكمة المدرسية في بيروت. يُعتبر حداد من الكتّاب البارزين بإنتاجه الأدبي الغني الذي شمل الروايات والمسرحيات والمؤلفات الفلسفية والاجتماعية، ونُشرت قصائده في مجلة الضياء. سافر إلى أمريكا لفترة لإصدار جريدة الجامعة وعاد لمصر حيث أسس صيدلية وتابع عمله في التحرير الصحفي حتى وافته المنية عام 1954م، حيث تُذكر مساهماته الكبيرة في الفكر والأدب العربي.