في أمسيات حياته وبعد تردد طويل، قرر سلامة موسى أن يعرض للعالم تحفته الفكرية، متخطيًا جدران الصمت التي فرضها الحذر من سلطة الملك والمستعمر في مصر. بظهور ثورة يوليو 1952 ومع تصاعد الأفكار التقدمية في العالم العربي، وجد موسى البيئة المثالية ليطلق صرخته الثقافية. يناقش الكتاب حياة وفلسفة برنارد شو، الأديب الأيرلندي البارز وأحد رواد الاشتراكية الفابية، التي تدعو إلى تحقيق الأهداف الاجتماعية من خلال الإقناع السلمي وليس الصدام. العمل لا يقتصر على استعراض تاريخ شو أو أدبه ومسرحه، بل يغوص في أعماق فلسفته الاشتراكية، مقدمًا نظرة عميقة على كيفية تأثيرها في النسيج السياسي والاجتماعي.
Про автора
سلامة موسى، مفكر وكاتب مصري رائد، وُلِدَ في عام 1887 بقرية بهنباي بالزقازيق. يُعد من أوائل المروجين للفكر الاشتراكي في مصر وداعياً للتغرب والانفتاح على الثقافة الغربية لتحقيق نهضة المجتمع المصري. درس في المدرسة التوفيقية والمدرسة الخديوية في القاهرة، وتابع تعليمه العالي في فرنسا وإنجلترا حيث اطلع على الفلسفات والعلوم الغربية. عُرف بتأثره بنظريات داروين وكتب عديدة في النقد الاجتماعي والديني، وتبنى بعض الأفكار العنصرية السائدة في ذلك الوقت. ألّف كتبًا أثارت جدلًا واسعًا وترك إرثًا فكريًا وأدبيًا معقدًا تراوح بين الإعجاب والانتقاد الشديد. توفي في عام 1958، تاركًا بصمة لا تُمحى في تاريخ الفكر المصري.