النظرة العلمية بقلم برتراند راسل … يتدبر هذا الكتاب الشهير، لمؤلفه الفيلسوف الكبير برتراند رسل، أثر العلم في الحياة البشرية عبر أمور ثلاثة، أولها طبيعة المعرفة العلمية ونطاقها، وثانيها قوة الاستخدام العملي المشتقة من النهج العلمي، وثالثها ما لابد أن ينشأ عن الصور الجديدة للتنظيم الذي يتطلبه النهج العلمي من تغيرات في الحياة الاجتماعية والأنظمة التقليدية. والعلم من حيث هو معرفة هو بطبيعة الحال أساس الأمرين الآخرين، لأن كل نتائج العلم هي ثمرة لما يقدمه من معرفة، فلقد حال بين الإنسان وبين تحقيق آماله جهله بالوسائل، وكلما اختفى هذا الجهل، تزايدت قدرته على تشكيل نفسه وتشكيل بيئته الطبيعية على النحو الذي يفضله. فالقوة الجديدة التي يخلقها العلم تكون خيرة بقدر الحكمة التي يتميز بها الإنسان، وتكون قوة شريرة بقدر ما في الإنسان من حمق. إن أريد للحضارة العلمية أن تكون حضارة خيرة، فقد وجب أن تقترن زيادة المعرفة بزيادة في الحكمة، أي الإدراك السليم لغايات الحياة، وهذا في ذاته أمر لا يقدمه العلم، فزيادة العلم إذن لا تكفي لتحقيق رقي صادق، وإن قدمت واحدا من مقومات الرقي
关于作者
برتراند أرثر ويليام راسل ، فيلسوف وعالم منطق ورياضي ومؤرخ وناقد اجتماعي بريطاني. في مراحل مختلفة من حياته، كان راسل ليبرالياً واشتراكياً وداعية سلام، إلا أنه أقر أنه لم يكن أياً من هؤلاء بالمعنى العميق. وعلى الرغم من قضائه معظم حياته في إنجلترا، وُلد راسل في ويلز وتوفي عن عمر ناهز ال 98 عاما.