تُعدّ ملحمة «على بساط الريح» لفوزي المعلوف واحدة من أبرز الملاحم الشعرية الحديثة التي تلامس القلوب وتغوص في أعماق الروح. في هذه التحفة الأدبية، ينسج المعلوف خيوط رحلته الخيالية في الفضاء، مُعبّرًا عن معاناته الذاتية ومرارات الاغتراب في المَهجر. عبر أبيات شعرية مُفعمة بالعواطف، يُعبر عن حنينه لوطنه ويجسد صراع الإنسان مع الواقع. رغم شبابه، استطاع المعلوف أن يترك بصمة خالدة في الأدب العربي، لتكون قصيدته دعوة للتأمل في مفهوم الهوية والحنين، حيث تتعانق الروح مع الأبدية في عالم من الخيال.
عن المؤلف
فوزي المعلوف شاعر لبناني بارز وُلِد عام 1899 في قرية زحلة، وهو ينتمي إلى عائلة أدبية عريقة. والده هو عيسى إسكندر طه المعلوف، المؤرخ المعروف، مما أثرى بيئته الثقافية. أظهر فوزي موهبة أدبية مبكرة، حيث بدأ القراءة في سن مبكرة وتلقى تعليمه في الكلية الشرقية ببلدته ثم في مدرسة الفرير في بيروت. عاش فوزي فترة من حياته في البرازيل، حيث التقى بشعراء المهجر وعاش معاناتهم. كان له إنتاج أدبي متميز، أبرز أعماله ملحمته ‘على بساط الريح’، التي اعتُبرت واحدة من مفاخر الأدب العربي، حيث مزجت بين الخيال الرفيع وجمال الشعر. عُرف بأسلوبه الشعري المميز ورؤيته العميقة، وقد تُرجِمت أعماله إلى عدة لغات. توفي عام 1930 إثر عملية جراحية، وكان عمره صغيرًا، لكن إرثه الأدبي ترك بصمة واضحة. تم تكريمه من قِبل الجالية العربية في البرازيل بإقامة منصة تذكارية له في زحلة، وحصل على وسام الاستحقاق اللبناني من الحكومة اللبنانية.