فيزياء الكم والمعرفة الإنسانية بقلم نيلز بور … يعد نيلز بور العالم الدنماركي الأشهر أحد الآباء المؤسسين لعلم ميكانيكا الكم، هو أول من أدخل النموذج الشمسي في فهم الذرة.. لكن إبداعه الشخصي لم يتوقف عند نقطة تفسيره لطيف ذرة الهيدروجين وتصور مدارات الإلكترونات حول نواة الذرة، لكنه خلف مكتبة كبيرة ناقش فيها الكثير من الأفكار والفلسفات وراء العمل الضخم المعروف باسم ميكانيكا الكم أو (الميكانيك الكمومي).. من ضمن هذه القضايا ما عرف باسم تفسير كوبنهاجن، إننا نجده هنا وقد أفردت له مساحة كبيرة من المناقشة، مفندا ببراعة الأسباب التي أدت إليها وفض الاشتباك مع مفاهيم الفيزياء الكلاسيكية.. إننا في تصفح هذا الكتاب نستلهم الجملة الشهيرة للعالم العظيم ماكسويل: (من المفيد للباحثين في أي مجال أن يقرأوا تاريخه، فالعلم يُفهم كأحسن ما يكون في مهده).. والباحث في فيزياء الكم محظوظ بكل هذا الميراث الذي تركه لنا نيلز بور الذي يعيننا على فهم الكثير من الإشكاليات التجريبية والفلسفية التي جابهها هذا العلم في مهده وهو العلم الذي يكتسب زخما يوما بعد يوم في ضوء التطور المهيب في تكنولوجيا الرصد والتجريب
عن المؤلف
كان رئيس لجنة الطاقة الذرية الدنماركية ورئيس معهد كوبنهاغن للعلوم الطبيعية النظرية، حصل على الدكتوراة في الفيزياء عام 1911، ثم سافر إلى كمبريدج حيث أكمل دراسته تحت إشراف العالم طومسون الذي اكتشف الإلكترون، وبعدها انتقل إلى مانشستر ليدرس على يد العالم إرنست رذرفورد مكتشف نواة الذرة، وسرعان ما اهتدى بور إلى نظريته عن بناء الذرة. ففي 1913 نشر بور بحثًا تحت عنوان: عن تكوين الذرة والجسيمات في المجلة الفلسفية، ويعتبر هذا البحث من العلامات في علم الفيزياء. تزوج بور عام 1912 وكان له خمسة أولاد