يُعدّ كتاب ‚فن الحرب عند سونبين‘ كنزًا من كنوز الحكمة العسكرية الصينية القديمة. فبين دفتَيْه، نَغوص في عالمِ الاستراتيجيات وَالتكتيكات الحربية، نستكشف مع ‚سونبين’، القائد العسكريّ العبقريّ، أُسسَ ‚فنّ الحرب‘ وَخباياه. وَلا يَقتصر الكتابُ على مجردِ عرضٍ لِلتّقنياتِ القتالية، بل يَتعدّى ذلك ليُقدّم لنا رؤيةً ثاقبةً لِـ ‚طبيعةِ الصّراع’، وَ ‚أهميةِ التّخطيط الدّقيق’، وَ ‚اختيارِ التّوقيت المناسب’، وَ ‚استخدامِ العوامل النّفسية لِتَحقيقِ النّصر‘. ونُدركُ من خلال هذا الكتاب أنّ ‚الحرب‘ ليست مجردَ مُواجهةٍ عسكريةٍ، بل هي ‚لعبةُ عقولٍ‘ تَتطلّبُ فِطنةً وَذكاءً وَحكمةً لِلتّغلّبِ على الخصم.
Über den Autor
سونبين: قائدٌ عسكري صيني فَذ، أَجبَر خَصمَه على الانتحار، وألَّف واحدًا من أهم الكتب الصينية التراثية المهمة الخاصة بفنون القتال. لم يُعرَف بالتحديد تاريخُ ميلاده أو وفاته، لكنَّ الأرجحَ أنه عاش في القرن الرابع قبل الميلاد. درس فنونَ القتال والحرب في سِنٍّ مبكِّرة، وتَتلمَذ على يدِ الفيلسوف الصيني الشهير «كويكوتزي. كان زميله في الدراسة «بانشيوان» يكنُّ له العداء، وعندما كَبُر زميله هذا وتولَّى وظيفةً مرموقة في جيش دولة «وي»، وهي إحدى الدُّوَيْلات الصينية القديمة، كان كُرْهه ﻟ «سونبين» وغيرته منه لا يزالان يملآن قلبه، فأرسل إليه يطلبه، وعندما ذهب إليه «سونبين» سجَنه وعذَّبه وانتزع ركبتَيْه، وكان هذا سببًا في أن يحمل لقبَ «الأعرج»، لكنه تَواصَل سِرًّا من محبسه مع رسولٍ من دولة «تشي»، واستطاع أن يهرب إليها، وهناك لقي ترحيبًا جمًّا من قِبَل قائدها العام «تيانجي» الذي أحسَنَ استقبالَه وأكرَمَ وِفادتَه. حَظِي «سونبين» بمكانةٍ عظيمة في دولة «تشي» بسبب ذكائه الشديد وسَداد رأيه، وكان يُلازِم «تيانجي» في رحلات الصيد، كما كان خيرَ مستشارٍ له في أمورِ الحرب، فبفضله استطاعت دولة «تشي» أن تنتصر في العديد من المعارك، حتى خاضت معركةً مهمة ضد دولة «وي» التي كان يَقُود جيشَها صديقُ «سونبين» القديمُ «بانشيوان»، وبفضل نصائحه استطاع فريقُه الانتصارَ على الفريق الآخَر، فما كان من «بانشيوان» إلا أن قرَّر الانتحارَ بعد هزيمةِ جيشه الساحقة. دَوَّن «سونبين» خِبرتَه العسكرية والقتالية في كتابه الشهير «فن الحرب» الذي اكتُشِف عام ١٩٧٢م بفضلِ التنقيبات الأثرية.