إبراهيم عبد القادر المازني, العملاق الذي أضاء سماء الأدب الحديث ببريق شعره المتألق, ورغم أنه ابتعد عن قراءة الشعر لاحترافه الصحافة والأدب والنقد, إلا أن تأثيره الشعري لا يُنكر. كانت مبادئه في الشعر ترتكز على فلسفة القول الجميل والمعبر, حيث يرى المازني أن الشعر يجب أن يكون إما ملهمًا من الطبيعة السامية أو يكون ملهمًا للناس ويخدمهم. رغم هذا النهج البسيط, يظهر ديوانه بأبعاد شعرية وتجريبية تفتح آفاقًا جديدة في عالم الكلمة والفكر. يجسد شعر المازني الصدق والابتعاد عن المبالغات, وعلى الرغم من دعوته للشعر البسيط والعميق في نفس الوقت, اهتم بقواعد الشعر الكلاسيكية, متناولًا في ديوانه موضوعات مختلفة ومتنوعة. يبرز شعره بالتعبير الدقيق عن تفاصيل النفس الإنسانية, مرسمًا لوحة فنية تمزج بين التأملات الفكرية والرؤية الفلسفية العميقة.
Circa l’autore
إبراهيم عبد القادر المازني, الشاعر والروائي والناقد والكاتب المصري, يتألق كواحد من رواد النهضة الأدبية العربية في العصر الحديث. وُلد في القاهرة عام 1890, وترجع أصوله إلى قرية ‘كوم مازن’ بالمنوفية. بعد تخرجه من مدرسة المعلمين في عام 1909, انخرط في الصحافة, عمل في عدة صحف بارزة, وشارك في تأسيس ‘مدرسة الديوان’ مع عباس العقاد وعبد الرحمن شكري, مقدمة مفاهيم جديدة. كتب الشعر في بداية حياته الأدبية ولكنه اتجه للكتابة النثرية مقدمًا مقالات وقصصًا وروايات. كان ناقدًا متميزًا ومترجمًا بارعًا, وتميز أسلوبه بالسخرية اللاذعة والفكاهة. تأثر بالمدرسة الإنجليزية في الأدب وقراءاته الواسعة في الفلسفة والأدب العربي والإنجليزي أكسبته عمقًا وسلاسة في الكتابة. رحل عنا في أغسطس 1949, تاركًا إرثًا أدبيًا غنيًا ومتنوعًا.