هل يمكن لِـ ‘الفلسفةِ الوجودية’ أن تُساعدَنا على فهمِ أَسبابِ ‘المُعاناةِ النّفسية’؟ يُقدّم لنا ‘رولو ماي’، أحد روّاد ‘العلاج النفسيّ الوجوديّ’ ، في كتابه ‘مدخلٌ إلى العلاج النفسيّ الوجوديّ’ رؤيةً جديدةً لِـ ‘العلاج النفسيّ’ تَستندُ إلى مبادئ الفلسفة الوجودية. وَيُبيّن الكتابُ كيف أنّ ‘الفلسفة الوجودية’ لا تهتمّ بِمجردِ ‘التّقنيات العلاجية’، بل تَطرحُ ‘أَسئلةً عميقةً’ حول ‘طبيعة الإنسان’ وَ ‘مَعنى وجودِه في العالم’. وَيُركّزُ ‘ماي’ على ‘التّجاربِ الإنسانية الأساسية’ كَـ ‘القلق’ وَ ‘اليأس’ وَ ‘الوَحشة’ وَ ‘العزلة’، وَيربطُ بينها وَبين ‘مُعطيات الوجودِ الأربعة’ التي يُواجِهُها الإنسان: ‘الموت’ وَ ‘الحرية’ وَ ‘العزلة’ وَ ‘اللاّمعنى’. ويُقدّم ‘ماي’ لِـ ‘المُعالِجين النّفسيّين’ إطارًا فكريًا جديدًا لِفهمِ ‘مُشكِلاتِ المرضى’ وَ ‘مُساعدَتِهم على إيجادِ معنىً لِحياتهم’ في ضوءِ ‘الفلسفة الوجودية’.
Circa l’autore
كان ‘رولو ماي’ (1909-1994) من روّاد ‘العلاج النفسيّ الوجوديّ’ وَ ‘المدرسة الإنسانية’ في علم النّفس. تركّزت أَعمالُه على فهم ‘التّجربة الإنسانية’ وَ ‘البُعد الوجوديّ لِلنّفس البشرية’. وَقد أَلّفَ عدّة كتبٍ هامة في مجالِ ‘العلاج النّفسيّ’ وَ ‘الفلسفة’، مِثلَ : ‘الحبّ وَالإرادة’ وَ ‘بحثُ الإنسانِ عن نَفسِه’.