موسوعة مصر القديمة (الجزء الخامس) تقدم للقارئ رحلة استكشاف مثيرة إلى عهد السيادة العالمية والتوحيد في مصر القديمة. تشبه هذه الرحلة مغامرة السائح الذي يتجاوز المفازات الواحدة تلو الأخرى، يتخللها وديان خلّابة تنبعث منها ينابيع المياه النقية. يسير هذا السائح عبر الرمال والصحاري، يحمل معه الأمل والعزيمة، فقد يواجه بعض الصعوبات لكنه لا يستسلم. وعندما يستقر في واحدة من هذه الواحات الخصبة، يستعيد القوة ويستمتع بالراحة والسكينة. هكذا يجسد هذا الكتاب الجهد الكبير الذي يقوم به المؤرخ لرصد وتوثيق تلك الحقبة الزمنية المهمة من تاريخ مصر. إن المصادر الأصلية قد تكون ضئيلة ومحدودة، لكن بعزيمته وإصراره يستمر المؤرخ في البحث عن الأحداث والأسرار التي لم يتم الكشف عنها بعد.
Circa l’autore
سليم حسن، أحد أعلام المصريين في علم الآثار، قدّم العديد من الدراسات الرائدة في هذا المجال، منها عمله الأبرز ‘موسوعة مصر القديمة’ التي تتألف من ثمانية عشر جزءًا. حقق حسن العديد من الاكتشافات الأثرية في المنطقة المحيطة بأهرامات الجيزة، ولذلك أطلق عليه لقب ‘عميد الأثريين المصريين’. وُلد سليم حسن في عام ١٨٩٣م بقرية ميت ناجي التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بمصر، وبالرغم من وفاة والده وهو صغير، إلا أن والدته أصرت على تعليمه ورعايته. درس في مدرسة المعلمين العليا وتخصص في علم الآثار، ثم سافر إلى فرنسا لمتابعة دراسته وحصل على شهادات ودبلومات عديدة في مجال علم الآثار واللغات الشرقية. عاد إلى مصر وبدأ أعمال التنقيب في منطقة الهرم، حيث اكتشف العديد من المقابر والقطع الأثرية الهامة. عُين وكيلاً عاماً لمصلحة الآثار المصرية، مما جعله أول مصري يتولى هذا المنصب ويكون مسؤولاً عن كل آثار البلاد. توفي سليم حسن في عام ١٩٦١م، حيث ترك إرثاً علمياً هاماً في مجال الآثار والتاريخ المصري القديم.