موسوعة مصر القديمة (الجزء الثامن) تأسر القلب والعقل بسردها الرائع لنهاية عصر الرعامسة وظهور دولة الكهنة في عهد الأسرة الواحدة والعشرين. يشبه بحث الباحث هذه التحفة الأثرية رحلة السائح الشجاع. يتراوح مشواره بين مفازات شاسعة ووديان ذات عيون جارية تمنحه الحياة. هكذا يجتاز السائح الرمال القاحلة والصحاري المالحة بعزيمة لا تلين. يستمر في البحث عن الحقائق الضائعة، حتى ينعم بوقفة استجمام في واحة خصبة تمنحه الطاقة لمتابعة رحلته. هذا هو مصير المؤرخ نفسه، يحفر في تربة التاريخ ليكشف عن أسراره وأحداثه بدقة وإخلاص.
Circa l’autore
سليم حسن، أحد أعلام المصريين في علم الآثار، قدّم العديد من الدراسات الرائدة في هذا المجال، منها عمله الأبرز ‘موسوعة مصر القديمة’ التي تتألف من ثمانية عشر جزءًا. حقق حسن العديد من الاكتشافات الأثرية في المنطقة المحيطة بأهرامات الجيزة، ولذلك أطلق عليه لقب ‘عميد الأثريين المصريين’. وُلد سليم حسن في عام ١٨٩٣م بقرية ميت ناجي التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بمصر، وبالرغم من وفاة والده وهو صغير، إلا أن والدته أصرت على تعليمه ورعايته. درس في مدرسة المعلمين العليا وتخصص في علم الآثار، ثم سافر إلى فرنسا لمتابعة دراسته وحصل على شهادات ودبلومات عديدة في مجال علم الآثار واللغات الشرقية. عاد إلى مصر وبدأ أعمال التنقيب في منطقة الهرم، حيث اكتشف العديد من المقابر والقطع الأثرية الهامة. عُين وكيلاً عاماً لمصلحة الآثار المصرية، مما جعله أول مصري يتولى هذا المنصب ويكون مسؤولاً عن كل آثار البلاد. توفي سليم حسن في عام ١٩٦١م، حيث ترك إرثاً علمياً هاماً في مجال الآثار والتاريخ المصري القديم.