يُثيرُ كتابُ ‘التراث المسروق’ لِجورج جيمس قضيةً مثيرةً للجدل حول أصلِ الفلسفة اليونانية، متسائلاً: هل ما نَعرفُهُ اليوم بِـ ‘فلسفةِ الإغريق’ هو في حقيقتهِ نتاجٌ مِصريٌّ مَسروق؟ ينطلق الكاتبُ من فكرةٍ ثوريةٍ تُشكِّكُ في المركزيةِ الأوروبيةِ التي أَسْنَدَت لِنفسِها أَصالةَ الفكرِ الإنسانيِّ، ليُعيدَ النظرَ في إسهاماتِ الحضاراتِ الأخرى، وخاصةً الحضارةَ المصريةَ القديمة. ويُقدّمُ جيمس في كتابه تحليلاتٍ مُثيرةً ومُسْتندةً إلى أدلةٍ تاريخيةٍ تُشيرُ إلى أنّ الكثيرَ من أفكارِ فلاسفةِ اليونان الكبار كَسقراط وأفلاطون وأرسطو لها جذورٌ في الفكرِ المصريِّ القديم. ويستعرضُ الكتاب أمثلةً عديدةً على ذلك، منها نظريةُ فيثاغورس الشهيرة التي يُرجعها إلى أصولٍ مصريةٍ بحتةٍ، مُؤكدًا أنّ المصريين هم مَن علّموا فيثاغورس الرياضيات. يُشكِّل كتاب ‘التراث المسروق’ دعوةً جريئةً إلى إعادةِ قراءةِ التاريخِ وتصحيحِ المفاهيمِ المُتوارثةِ حول إسهاماتِ الحضاراتِ في مسيرةِ الفكرِ الإنسانيِّ.
Mengenai Pengarang
كان جورج جي إم جيمس (1893-1956) كاتبًا ومفكرًا ومؤرخًا أمريكيًا من أصلِ أفريقيّ، وهو من أبرز الأسماء التي شكّكت في المركزيةِ الأوروبيةِ في مجالِ الفلسفة. درس جيمس الفلسفةَ في جامعاتٍ عريقةٍ كَجامعةِ دورهام وكولومبيا، وعملَ أستاذًا للفلسفة اليونانية في العديد من الجامعات الغربية. ولعلّ أشهرَ أعمالهِ هو كتابُ ‘التراث المسروق’ الذي أثار جدلاً واسعًا لمّا فيه من طعنٍ في أصالةِ الفلسفة اليونانية، وتأكيدهِ على تأثرها بالفلسفةِ المصريةِ القديمة.