موسوعة مصر القديمة (الجزء السادس) تأخذنا في رحلة ساحرة إلى عصر رعمسيس الثاني وقيام الإمبراطورية الثانية. تشبه هذه الرحلة رحلة السائح الشجاع الذي يستكشف المفازات الواحدة تلو الأخرى، يستمتع بجمال الوديان وعيونها التي تنبعث منها ينابيع المياه العذبة. يجتاز الصحاري والرمال ويكمل رحلته بإصرار وعزيمة. في بعض الأحيان قد يعترضه العوائق لكنه يستمر في مسيره. وعندما يجد وادياً آخر يستقر فيه، يشعر بالراحة والنعيم. هكذا يعيش المؤرخ نفسه تجربة السائح، يواصل البحث في المصادر القليلة ويرصد أحداث العصور القديمة بكل إخلاص. على الرغم من قلة المعلومات وكثرة الأسرار التي تبقى مدفونة في تربة مصر، إلا أنه لا ييأس ويستمر في البحث عن الحقائق الضائعة.
Mengenai Pengarang
سليم حسن، أحد أعلام المصريين في علم الآثار، قدّم العديد من الدراسات الرائدة في هذا المجال، منها عمله الأبرز ‘موسوعة مصر القديمة’ التي تتألف من ثمانية عشر جزءًا. حقق حسن العديد من الاكتشافات الأثرية في المنطقة المحيطة بأهرامات الجيزة، ولذلك أطلق عليه لقب ‘عميد الأثريين المصريين’. وُلد سليم حسن في عام ١٨٩٣م بقرية ميت ناجي التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بمصر، وبالرغم من وفاة والده وهو صغير، إلا أن والدته أصرت على تعليمه ورعايته. درس في مدرسة المعلمين العليا وتخصص في علم الآثار، ثم سافر إلى فرنسا لمتابعة دراسته وحصل على شهادات ودبلومات عديدة في مجال علم الآثار واللغات الشرقية. عاد إلى مصر وبدأ أعمال التنقيب في منطقة الهرم، حيث اكتشف العديد من المقابر والقطع الأثرية الهامة. عُين وكيلاً عاماً لمصلحة الآثار المصرية، مما جعله أول مصري يتولى هذا المنصب ويكون مسؤولاً عن كل آثار البلاد. توفي سليم حسن في عام ١٩٦١م، حيث ترك إرثاً علمياً هاماً في مجال الآثار والتاريخ المصري القديم.