هل يمكن لِـ ‘التجرِبة الصوفية’ أن تُلقي بِضوئها على أُسئلةٍ فلسفيةٍ عميقة؟ في كتابه الشّيق ‘التصوف والفلسفة’، يأخذنا الفيلسوفُ البريطانيّ ‘ولتر ستيس’ في رحلةٍ فكريةٍ مُشوّقةٍ يستكشف فيها عالم التصوف من منظورٍ فلسفيّ دقيق. ولا يُقدّم الكتابُ مجردَ عرضٍ للتجاربِ الصوفية، بل يتجاوز ذلك ليُناقشَ مدى توافقِها مع قوانين الطبيعة، وفحصِ التفسيراتِ الثقافية المختلفة لها. ويُسلّط ستيس الضوءَ على التجربة الصوفية بِنوعَيْها الانبساطيّ والانطوائيّ، وخصائصِها المُشتركة بين البشر، مُثيراً التساؤلات حول ذاتيتِها وموضوعيتِها، ودور اللغة والمنطق في فهمها. ولا يُغفل الكتابُ مناقشة أهمّ النّظريات الفلسفية حول علاقة الله بالعالم، كَوحدة الوجود، والثنائية، والواحدية، ليُقدّمَ للقارئ فرصةً لِلتفكّرِ في التجربة الصوفية من زوايا مُختلفةٍ.
Mengenai Pengarang
كان ‘ولتر ستيس’ (1886-1967) فيلسوفًا بريطانيًا معروفًا بِدراساتِه المُتعمّقة في التصوّف والفلسفة. جمع بين مسارٍ مهنيٍّ كَموظّفٍ حكوميٍّ في سيلان (سريلانكا حاليًا)، وشغفِهِ بالفلسفة الذي قاده إلى التدريس في جامعة برينستون في الولايات المتحدة الأمريكية. ترك ستيس إرثًا فكريًا ثريًا اشتمل على مؤلّفاتٍ هامة في مواضيعَ مُتنوعةٍ كَالتصوّف، وتاريخ الفلسفة اليونانية، وفلسفة هيجل.